الضفة الغربية.. شجاران خلّفا 5 قتلى و15 جريحاً

الضفة الغربية.. شجاران خلّفا 5 قتلى و15 جريحاً

30 يونيو 2016
تشييع ضحايا الشجار في نابلس (عدي يعيش- فيسبوك)
+ الخط -

شهدت مدينتا نابلس وجنين شمالي الضفة الغربية، الليلة الماضية، أحداثا دامية نتجت عن شجارين عنيفين، أطلق فيهما الرصاص الحي، وأسفرا عن مقتل خمسة فلسطينيين، بينهم ضابطا أمن، وإصابة أكثر من 15 شخصا، إصابة سبعة منهم خطيرة.

وكان الشجار الأول في "يعبد" إلى الغرب من مدينة جنين، حيث شبّ شجار بين عائلتي "قبها" و"عمارنة"، على إثر خلاف سابق، وقد تفاقمت الأمور لتتحول إلى معركة بين الطرفين في الحارة التي تسكنها العائلتان.

وقال الناطق باسم الشرطة الفلسطينية، لؤي ارزيقات، في تصريح صحافي، إن "ثلاثة فلسطينيين قُتلوا، وأصيب 13 آخرون، بينهم 7 بجروح حرجة، إثر إطلاق نار من قبل مسلحين خلال الشجار الذي حدث في بلدة يعبد".
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن أجواء متوترة جدا تعيشها البلدة منذ أن شب الشجار، يوم أمس الأربعاء، قبيل الإفطار، حيث امتد أكثر من أربع ساعات، حتى تمت السيطرة عليه، بعد تدخل أعداد كبيرة من قوات الشرطة والأجهزة الأمنية الفلسطينية.
وأضافت المصادر، أن القتلى هم ثلاثة من عائلة "قبها"، وهم محمود قبها (42 عاما)، ومهند قبها (32 عاما)، وأحمد حسين قبها (19 عاما)، فيما أصيب عدد آخر من الطرفين إصابة بعضهم حرجة، وتم نقلهم إلى مستشفيات الضفة لتلقي العلاج.
وتخلل الشجار إحراق منازل ومركبات، وضرب بالحجارة، واستخدام للأدوات الحادة، وإطلاق النار، في حين أعلنت الأجهزة الأمنية أنها تمكنت من اعتقال عدد من المشاركين في الشجار ومتورطين فيه.

وفي مدينة نابلس، قتل ضابطا أمن عند منتصف الليل، في منطقة الضاحية شرقي المدينة، برصاص مسلحين أطلقوا الرصاص عليهما، حيث كانا يحاولان تطويق ومنع حدوث شجار على خلفية خلافات عائلية.
وذكرت مصادر محلية أن القتيلين هما عنان طبوق، يعمل لدى جهاز المخابرات الفلسطينية، وعدي الصيفي، من جهاز الأمن الوطني.
وبحسب رواية أجهزة الأمن، فإن شابا مسلحا مطلوبا للأجهزة الأمنية منذ أيام، قام بمهاجمة منزل ضابط أمن في منطقة الضاحية، وأطلق النار، ما أدى إلى إصابة زوجة ضابط الأمن بجروح حرجة، نقلت على إثرها إلى مستشفى رفيديا في المدينة.


وأعلن محافظ مدينة نابلس، أكرم الرجوب، تشكيل لجنة تحقيق لمتابعة وتقصّي الحقيقة في الأحداث الأخيرة، حتى يتم القبض على كافة المتورطين في الجريمة.
وسادت أجواء توتر شديدة في محيط وداخل مستشفى رفيديا الحكومي، مع تواجد مكثف للأجهزة الأمنية الفلسطينية، وكذلك أقارب القتلى، في حين سُمع إطلاق نار بين حين وآخر.

وشهدت نابلس، اليوم الخميس، إضرابا تجاريا شاملا وحدادا على أرواح القتلى، في حين شيّع أهالي المدينة جثماني القتيلين إلى مثواهما الأخير بعد صلاة العصر، وتخلل الجنازة إطلاق نار كثيف في الهواء من قبل مسلحين.

وقالت حركة فتح، في بيان، اليوم الخميس، إنها ترفض كافة أشكال الفلتان الأمني والمظاهر المسلحة التي تساهم فيها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر، وإنها ضد الرصاص المشبوه الذي يخدم الاحتلال في تشتيت الشعب الفلسطيني وتأجيج الفتن الداخلية وضرب النسيج الاجتماعي بقوة السلاح.

ودعا البيان، كافة الفلسطينيين، إلى تغليب صوت العقل والسلم الأهلي بكل حزم، ووقف كافة مظاهر الاقتتال الداخلي والوقوف في وجه السلاح غير القانوني، ووضع حد لكل من يسعى إلى إثارة الفتن في صفوف أبناء الشعب الفلسطيني.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة الغربية، في بيان، الخميس، إنها "تنظر، بألم وحسرة، للأحداث المؤسفة التي جرت في كل من مدينة نابلس وبلدة يعبد قضاء جنين، التي راح ضحيتها قتلى وجرحى سُفكت دماؤهم في حرمة الشهر الفضيل".

وأكد البيان ضرورة أن يتحمل كل فلسطيني مسؤولياته في إنهاء جذور الأحداث التي جرت، وتحمل تبعات ذلك قضائياً وعشائرياً، وصولا إلى عودة المياه إلى مجاريها.