تدهور أوضاع اللاجئين العالقين على حدود الأردن

تدهور أوضاع اللاجئين العالقين على حدود الأردن

29 يونيو 2016
المنظمات تحذر من الوضع الكارثي (Getty)
+ الخط -

تدهورت الأوضاع الإنسانية لنحو 70 ألف سوري عالقين في منطقة الركبان على حدود الأردن مع سورية، بعد أسبوع من إعلانها منطقة عسكرية مغلقة، إثر هجوم اتهمت فيه عمان "إرهابيين" بتنفيذه، وحذّرت من وجود "بؤرة" لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في المكان.

وحذّرت منظمات دولية من تفاقم أوضاع هؤلاء، بعد تعذّر وصولها إلى منطقة الركبان (أقصى شمال شرق المملكة)، وذلك بعد أسبوع على هجوم بسيارة مفخخة، استهدف موقعا عسكريا أردنيا يقدم خدمات للاجئين، أوقع سبعة قتلى و13 جريحا.

وأعلن الجيش مباشرة، عقب الهجوم الذي تبناه، الأحد، تنظيم "الدولة الإسلامية"، حدود المملكة مع سورية ومع العراق منطقة عسكرية مغلقة، ما أعاق إدخال المساعدات عبر المنظمات الإنسانية.

بدوره، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، "الأمن الوطني يسمو على كافة الاعتبارات، وقناعتنا أن المجموعة العالقة على الحدود أصبحت بؤرة لتنظيم الدولة الإسلامية على حدودنا".

وأضاف "هناك طرق متعددة لإيصال المساعدات الإنسانية متاحة للمنظمات خارج إطار الحدود".



إلى ذلك، أشارت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في الأردن، شذى المغربي، إلى أنه "منذ الاعتداء وإعلان الحدود الشمالية والشمالية الشرقية منطقة عسكرية مغلقة، تم تعليق جميع المساعدات الإنسانية حتى إشعار آخر".

وحذرت من أن "استمرار تعليق المساعدات الإنسانية قد يعرض حياة العالقين على الحدود للخطر".

وقالت المغربي "نحن قلقون من الأوضاع التي يواجهها السوريون العالقون على الحدود، في ظل الظروف الجوية القاسية في درجات الحرارة العالية والعواصف الرملية".

وأشارت إلى أن بعض هؤلاء نفد منهم الغذاء، فيما يجري البحث مع السلطات ومنظمات إنسانية أخرى عن حلول "بأسرع ما يمكن".

ويواجه العالقون في منطقة الركبان الصحراوية على حدود الأردن مع سورية، التي تزيد فيها درجات الحرارة عن 40 مئوية، نقصا حادا في المياه.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إنّ "الأوضاع الإنسانية للاجئين العالقين على الحدود الأردنية مزرية للغاية"، مشيرا إلى أن "أقرب بئر ماء يبعد عنهم عشرات الكيلومترات". وتمكنت المنظمات الإغاثية من إدخال الماء إلى الركبان مرتين خلال الأسبوع الماضي.

وغرّد ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأردن، آندرو هاربر، على حسابه على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، الاثنين، أن هناك "مؤشرات جيدة، فقد تمكنت يونيسف من إدخال صهاريج ماء، لكن وضع الغذاء لا يزال مقلقا".

وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر في الأردن، هلا شملاوي، "المشكلة تتفاقم بسبب الأجواء الصعبة في المنطقة الصحراوية ونحن في رمضان".

وأضافت "لا نعلم إلى متى سيستمر الإغلاق، ونتواصل بشكل دائم مع السلطات والمنظمات الإغاثية، لإيجاد طرق بديلة لإيصال المساعدات".

وحذرت من أن سوء الأوضاع يفتح المجال أمام تجار الحروب لاستغلال اللاجئين، قائلة "يبيعون الماء والغذاء بأسعار عالية جدا".

كما نبهت إلى أن "الأوضاع الإنسانية الصعبة في الركبان قد تدفع العالقين إلى العودة إلى داخل سورية"، حيث يواجهون خطر الموت في مناطق يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية".

وبسبب مخاوف أمنية، خفّض الأردن عدد نقاط عبور اللاجئين القادمين من سورية من 45 نقطة عام 2012 إلى خمس نقاط في شرق المملكة عام 2015، ثلاث منها مخصصة للجرحى، فيما خصص معبران هما الركبان والحدلات للاجئين. ولاحقا، فرض إجراءات أمنية مكثفة في منطقتي الركبان والحدلات، ما أدى إلى تجمع عشرات الآلاف على طول الحدود منذ مطلع هذا العام.

وبحسب الأمم المتحدة، يوجد نحو 630 ألف لاجئ سوري مسجلين في الأردن، بينما تقول المملكة إنها تستضيف نحو 1.4 مليون منذ اندلاع النزاع في سورية في مارس/آذار 2011.