تونس: "متطوعو الكشافة".. وسطاء خير للفقراء في رمضان

تونس: "متطوعو الكشافة".. وسطاء خير للفقراء في رمضان

القيروان

الأناضول

avata
الأناضول
27 يونيو 2016
+ الخط -
عشرات من التونسيين من أعمار مختلفة ضمن فوج الكشافة في مدينة القيروان وسط تونس، اعتادوا، وللعام الثالث على التوالي وخلال شهر رمضان، على التطوع يوميًا، بإعداد وجبات الإفطار وإيصالها "سرّا" إلى 300 عائلة فقيرة في تلك المدينة.

"سمير قدونة"، قائد فوج المدينة للكشافة، المشرف الأول على هذا العمل التطوعي، قال إن "هذا النشاط يتواصل للعام الثالث على التوالي، ونطمح إلى بلوغ 500 منتفع، إن توفرت لنا الإمكانيات".

وأضاف أن "جميع القائمين على عمليات الإعداد والطبخ والتوزيع، متطوعون من قادة الكشافة أو أصدقائهم أو أولياء أمورهم، باستثناء الطباخ المحترف، الذي يحصل على أجر مقابل عمله".

وما يميز موائد الإفطار هذه- بحسب قدونة- أنها تذهب إلى العائلات بشكل سرّي، بهدف تقديم المساعدة مع حفظ كرامة المنتفعين، وهذه الطريقة تختلف عن موائد الإفطار التي تقيمها جمعيات أخرى أو مؤسسات تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية التونسية.

وبفضل جهد المتطوعين ومساعدات المتبرعين، ارتفع عدد المنتفعين بموائد الإفطار من 100 أسرة في العام الأول، إلى 160 في العام الثاني، ثم إلى 330 هذا العام.

ويأمل قدونة في زيادة عدد المنتفعين من هذه الوجبات ومساعدة عدد أكبر من العائلات، بشرط أن تتوفر لهم الإمكانيات. مضيفًا، أنهم في انتظار تدخل الجهات الرسمية للمساعدة.

وعن جهات التبرع، يقول قائد فوج المدينة للكشافة: "تأتي ميزانية موائد الإفطار من تبرعات رجال أعمال وأصحاب متاجر، منهم من يقدم مساعدات نقدية، ومنهم من يقدم مواد استهلاكية من حليب أو لحوم وغيرها. ويتم التبرع عبر الحساب الجاري للمنظمة، أو عن طريق وصولات مضبوطة بسجل مراقب، وهناك شخص (قائد كشافة) مكلف بالجانب المالي للمشروع".

ويتم إعداد الأكلات حسب برنامج أسبوعي بشكل متنوع، من حيث القيمة الغذائية للوجبة وخاصيتها، اعتمادًا على ثراء المطبخ التونسي عمومًا، والقيرواني خصوصًا، وتخضع العملية للمراقبة الصحية من قبل المصلحة التابعة لوزارة الصحة.

فضاء إعداد الطعام يعج بالمتطوعين، خصوصًا من الشبان (فتيات وفتيان) حوالي 50 فردًا، كل مجموعة تتعهد بتنفيذ جزء من عملية الطبخ والإعداد، حسب الاختصاص والمهارات.

بعد إتمام عملية إعداد الطعام وتجهيز الأطباق، يقوم شبان متطوعون بتوزيعها على متن دراجاتهم الهوائية، فهم يأتون في موعد محدد بعد العصر للقيام بهذا العمل.

ويعرف الأطفال منازل المنتفعين، فيتسابقون إلى توزيع أكبر عدد ممكن من الأطباق إلى المنازل القريبة في المدينة العتيقة والأحياء القريبة من مركز الإعداد، في حين يتعهد أصحاب السيارات، وهم متطوعون أيضًا، بإيصال الأطباق إلى العائلات التي تسكن بعيدًا.

ويتم تحديد قائمة المنتفعين بالتنسيق مع السلطات المحلية التي تتوفر لديها قوائم بأسماء العائلات الفقيرة، مع التحري عن بعض الأسماء من خلال الجيران والأصدقاء.

وحسب إحصائيات رسمية متوفرة لدى الإدارة المحلية للشؤون الاجتماعية في القيروان (حكومية)، يبلغ عدد العائلات المعوزة (الفقيرة) في محافظة القيروان 13100 عائلة، بخلاف 43 ألف عائلة محدودة الدخل في المحافظة ذات الـ570 ألف ساكن.





المساهمون