تطبيع هادئ مع الحجاب في هولندا

تطبيع هادئ مع الحجاب في هولندا

18 يونيو 2016
الحجاب غير مرفوض على عكس النقاب (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -


يبلغ عدد مسلمي هولندا حوالي مليون شخص، وتعود أولى موجات هجرة المسلمين إلى بدايات القرن الماضي، وتحظى الجالية المسلمة بحقوقها الاجتماعية والدينية بين مختلف الثقافات والجنسيات التي تشكل المجتمع الهولندي.

حجاب المسلمات في هولندا لم يثر امتعاضاً أو رفضاً من قبل الهولنديين، غالبية المجتمع الهولندي تعتبر الحجاب حقاً من حقوق المرأة المسلمة، وهذا لا ينطبق على النقاب الذي يتذرع رافضوه بأسباب أمنية.

منظر الحجاب يكاد يكون طبيعياً. الزائر لمدن هولندا الكبرى كأمستردام وروتردام ولاهاي يلاحظ محجبات ينسَبن في دفقات الناس في حركة الذهاب والمجيء، بالقرب من محطة "سابوي"، وسط لاهاي، ينهض تمثال لمحجبتين يسرن جنباً إلى جنب ووجهاهما إلى مدخل "خروت ماركت" أو "السوق الكبير" للعاصمة السياسية للبلاد. يمكن رؤية المسلمات في الشوارع، ووسائط النقل، المراكز التجارية والمولات، وحتى الدوائر الحكومية الهولندية. فيما يبقى الحضور الإعلامي للمحجبات أقل من المنتظر.

ولا يقتصر ارتداء الحجاب على الهولنديات المتحدرات من أصول مهاجرة، كالمغرب وتركيا وإندونيسيا، بل ثمة هولنديات اعتنقن الإسلام واخترن الحجاب أسوة بالمسلمات في هولندا، وبفارق ملحوظ، حيث ترتدي المسلمات الأصل حجاباً وسطياً من سن الخامسة عشرة، فيما يكون سن الهولندية التي دخلت الإسلام لوضع الحجاب يقارب العشرين سنة.

وغالبا ما تحظى مسألة إسلام هولندية ووضعها الحجاب باهتمام ومتابعة إعلامية خاصة، وإلى محاولات تصيد اليمين المتطرف واتخاذه من المسألة ذريعة إضافية لخطابه المعادي للإسلام والمسلمين. وما يلفت النظر في المسألة أن الغالبية العظمى من المتحجبات المسلمات في هولندا اخترن حجابهن بناء على خياراتهن وقراراتهن الشخصية، وأن أكثر من ثلثي المسلمات هن محجبات وفق إحصاءات رسمية.

رصد "العربي الجديد" حالات لنسوة وصلن حديثا للبلاد كلاجئات، خلعن حجابهن ونقابهن بعد استقرارهن، منهن من كانت محجبة ضد رغبتها وبناء على رغبات مجتمعها أو عائلتها، فيما فرضت القوانين المانعة للنقاب على مثيلاتهن المنقبات مواصلة ارتداء نقابهن، فخلعنه واكتفين بالحجاب للتمكن من دراسة اللغة أو مواصلة التعليم أو حتى قضاء الحاجيات اليومية خارج المنزل، نظرا لمنع النقاب في الأماكن العامة.



المساهمون