عائلات تونسية حولت الشواطئ إلى موائد إفطار

عائلات تونسية حولت الشواطئ إلى موائد إفطار

17 يونيو 2016
موائد الإفطار على الشاطئ (العربي الجديد)
+ الخط -


تحولت شواطئ بعض المناطق السياحية بالعاصمة التونسية وخارجها من المدن الساحلية، قبلة للصائمين من عائلات ومجموعات من الأصدقاء بحثا عن الاستجمام، وهروبا من موجة الحر التي تشهدها مختلف الجهات التونسية هذه الأيام.

واختارت بعض العائلات أن تنصب موائدها فوق الرمال؛ حاملة معها طعامها من البيت لتنعم بما لذ وطاب من الأكل مع نسمات الهواء الباردة ومياه البحر المنعشة.
ويأتي لجوء بعض العائلات إلى تناول وجبة الإفطار خارج المنزل بالقرب من البحر، من باب الخروج من الروتين والهروب من درجات الحرارة المرتفعة، ومحاولات الترفيه عن النفس وتخطي الساعات الطوال من الصيام، وأيضا الاستمتاع بالسباحة.
في المقابل، تختار بعض العائلات التوجه نحو المطاعم المتواجدة على الشواطئ، حيث موائد الإفطار الجاهزة التي يستدعي الظفر بها الحجز المسبق.
وتشهد هذه العادة تطورا وإقبالا كبيرا منذ بضع سنوات، لتتخطى العائلات التونسية العادات السائدة، والتي ترى الإفطار في البيت مسألة تقليدية مقدّسة لا يجب اختراقها.
وتحول عدد من الشواطئ التونسية إلى حلبة شطرنجية التقسيم، يُميزها الاصطفاف المنظّم لموائد الإفطار، وتتسع مساحات هذه الشواطئ إلى العشرات من المطاعم التي تعدّ موائد الإفطار ليكون السمك المشوي والشربة التونسية بغلال البحر من أهم الأطباق الرئيسية في قائمة الإفطار.
عشرات إن لم يكن مئات يتوافدون يوميا على هذه المطاعم، أغلبهم من عائلات وأصدقاء اختاروا التخفيف من مشقة الصيام وطول ساعاته بالذهاب إلى البحر وقضاء بقية ساعات اليوم في الاستمتاع بروعة المناظر الطبيعية من جهة والسباحة من جهة أخرى.
وقال محمد غُميض، صاحب أحد هذه المطاعم بمنطقة سيدي علي المكي، من محافظة بنزرت بالشمال التونسي، لـ"العربي الجديد": "هناك إقبال كبير من العائلات التونسية ومجموعات من الأصدقاء على موائد الإفطار الرمضانية، حيث يفترض الحجز المسبق نظرا لارتفاع الطلبات، وتزايد عدد الوافدين بداية من الأسبوع الثاني من شهر رمضان، بعد أن كان في أوائل أيام الشهر 100 شخص يرتفع العدد ليصل إلى حدود 350 كلّ يوم".
ويضم كل مطعم يقدّم الإفطار عددا من العاملين، قد يفوق عددهم عشرة أشخاص، وتُقدّر قيمة الوجبة للشخص واحد بـ10 دولارات في المتوسط، وهو ما يلاقي استحسان عدد من أفراد عائلات تحدّث إليهم "العربي الجديد"، فأكّدت سناء العمدوني، التي كانت برفقة زوجها وأولادها، أنّ "السعر مناسب مقارنة بنوعية الخدمات المقدمة وبالنظر إلى محتويات وجبة الإفطار".
وأضافت العمدوني أنّ لجوءها إلى هذه الموائد "يأتي في إطار الترويح عن النفس ومحاولة إسعاد الأولاد بعد فترة مرهقة من الامتحانات، وأيضا لتجاوز الروتين واستغلال بعض ساعات اليوم الطويل في السباحة والاسترخاء"، مستطردة: "لكن الإقدام على هذه الموائد لا يتكرر كثيرا نظرا لما يتكلفه الشخص من أموال، خاصة بالنسبة لعائلة كبيرة العدد".

من جهته قال يوسف الجلاصي، القادم من العاصمة برفقة زوجته، لـ"العربي الجديد"، إنّ قدومه للاستمتاع بموائد الإفطار "هو تتمّة لأيام شهر العسل، أنا حديث عهد بالزواج وأردت أن يكون إفطار يوم من أيام رمضان على الشاطئ بحثا عن الهواء النقي والأجواء المنعشة وهروبا من حرّ العاصمة".
عائلات أخرى تلجأ إلى البحر ساعة الإفطار لكن حاملة معها ما لذ وطاب من الطعام، حيث لا تفضل الإقدام على موائد الإفطار الجاهزة بالمطاعم المنتشرة على طول الشاطئ، إما لضيق الحال أو رغبة في طعام البيت.
في سياق متصّل يلجأ العديد من أصحاب المطاعم إلى التسويق للخدمات التي يُقدمونها عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، حيث توجد العشرات من الصفحات والحسابات الخاصة بهذه المطاعم التي يتفنن أصحابها في إظهار ميزات وجباتهم بنشر الصور والفيديوهات، والقيام من حين إلى آخر بعروض تخفيض خاصة، لتستقطب العائلات والأشخاص.

دلالات

المساهمون