مفوضية اللاجئين: "فشل جماعي" في مساعدة اللاجئين السوريين

مفوضية اللاجئين: "فشل جماعي" في مساعدة اللاجئين السوريين

15 يونيو 2016
عوض:40% من اللاجئين في الشرق الأوسط (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
وصفت المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة دفع المجتمع الدولي أقل من ربع المساعدات التي كان وعد بها في شباط/فبراير الماضي الدول المجاورة لسورية والبالغة قيمتها 11 مليار دولار، بـ"الفشل الجماعي".

وفي مقابلة مع وكالة "فرانس برس" في واشنطن، ندد مدير مفوضية اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمين عوض بـ"فشل جماعي لا بد من تصحيحه".

ففي الرابع من شباط/فبراير في لندن، خلال مؤتمر للمانحين نظمته الأمم المتحدة، وعدت بريطانيا والكويت والنرويج وألمانيا بهبات استثنائية تناهز 11 مليار دولار بحلول عام 2020، لمساعدة نحو 18 مليون سوري من ضحايا الحرب.

لكن عوض أورد أن 2.5 مليار دولار فقط تم توزيعها فعلياً، علماً بأن الدول المحاذية لسورية، وهي تركيا ولبنان والأردن والعراق، تنوء تحت عبء اللاجئين.

وأضاف المسؤول الأممي الذي حضر إلى واشنطن لعرض القضية أمام المسؤولين الأميركيين، أن "البلدان على خط الجبهة تشعر بخيبة أمل وبأنها مهملة".

والواقع أن المأساة الإنسانية التي تسبب بها النزاع في سورية تظهر في أرقام صادمة. ففي هذا البلد الذي كان تعداده السكاني 23 مليون نسمة قبل النزاع، تأثر 13.5 مليون شخص بالحرب أو اضطروا للنزوح، بحسب معطيات الأمم المتحدة في كانون الثاني/يناير، فيما فر 4.7 ملايين من سورية ليشكلوا "أكبر عدد من اللاجئين جراء نزاع واحد في جيل"، وفق ما أعلنته مفوضية اللاجئين في تموز/يوليو.

وتستقبل تركيا أكبر عدد من هؤلاء والذي يراوح بين مليونين و2.5 مليون سوري. وقصد لبنان 1.2 مليون يشكلون ربع سكان هذا البلد الضعيف. وفي الأردن، يبلغ عدد السوريين المسجلين لدى المفوضية نحو 630 ألفاً، لكن عمان تقدّر العدد بأكثر من مليون. كذلك، لجأ 225 ألف سوري إلى العراق و137 ألفاً إلى مصر.


ستون مليون لاجئ

وقال ممثل المفوضية "من أصل سبعة مليارات شخص في العالم، لا يمثل تعداد السكان في الشرق الأوسط أكثر من خمسة إلى سبعة في المائة"، لكن هذه المنطقة الحافلة بالاضطرابات "تضم 35 إلى 40 في المائة من حالات" اللجوء.

واعتبر عوض أنها أزمة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية تهدد بزعزعة استقرار المنطقة برمتها مع تداعيات هائلة بدأت أوروبا تشعر بها منذ أكثر من عام، وتحديداً منذ بدأت ما يسميه عوض "الرحلة الكبرى" لمليون شخص عبروا بحر إيجة على متن زوارق مطاطية، وأكملوا رحلتهم سيراً في اتجاه الشمال عبر منطقة البلقان.

وإذا كانت ألمانيا قد استقبلت في 2015 أكثر من مليون مهاجر، فإن عدداً من الدول الأوروبية لم تظهر هذا الحد من السخاء، بل شهدت على العكس تنامي تيارات قومية مناهضة للمهاجرين.

أما في الولايات المتحدة، فتعهد الرئيس باراك أوباما باستقبال مائة ألف لاجئ من مختلف الجنسيات بحلول 30 سبتمبر/ أيلول المقبل، بينهم عشرة آلاف سوري.

لكن أقل من ربع هؤلاء اللاجئين السوريين تم قبولهم عام 2016، في غمرة حملة انتخابية رئاسية طالب فيها المرشح الجمهوري دونالد ترامب بمنع جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.

وردّ عوض على سؤال "هل يمكن قانونا رفض استقبال لاجئين مسلمين؟"، بالقول: "كلا، لأن أدواتنا القانونية الدولية تنص على وجوب عدم التمييز بين الأشخاص".

المساهمون