دارين طاطور صامدة في الحبس المنزلي

دارين طاطور صامدة في الحبس المنزلي

07 مايو 2016
بريئة من لائحة الاتهام التي وُجهت إليّ (العربي الجديد)
+ الخط -
في مدينة كريات أونو القريبة من تل أبيب، تلازم الشاعرة الفلسطينية، دارين طاطور، منزل شقيقها. أما السبب، فتنفيذها حكماً بالحبس المنزلي. هي من قرية الرينة، شمال شرق الناصرة، من الناشطين سياسياً مع حزب "التجمع الوطني الديمقراطي". واليوم، تتنقّل في المحاكم، بتهمة "التحريض على العنف ودعم فصيل فلسطيني"، على خلفيّة ما نشرته على موقع "فيسبوك"، لا سيّما إحدى قصائدها.
في 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، سُجنت طاطور (35 عاماً) ثلاثة أشهر حتى 13 يناير/ كانون الثاني 2016، قبل أن تُحوَّل إلى الحبس المنزلي. وفي آخر مستجدات قضيتها، سُمِح لها، الإثنين الماضي، في الثاني من مايو/ أيار الجاري، للمرّة الأولى، بالخروج من المنزل لمدّة ساعتين في نهاية الأسبوع.

طاطور واحدة من عشرات اعتقلوا في الأراضي المحتلة عام 1948، مع بدايات أحداث "انتفاضة السكاكين" في الضفّة، على خلفيّة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
ما جرى فجر ذلك اليوم، يرويه توفيق طاطور والد دارين: "دقّت الشرطة باب دارنا الساعة الثالثة والربع فجراً. أمام المنزل، كانت سبع سيارات شرطة مع وحدات خاصة. سألوا عن دارين، فطلبت منهم الانتظار عند الباب. ثمّة حرمة للبيت. لكن، ما إن أدرت ظهري، حتى اقتحموا المنزل. أيقظت ابنتي وقلت لها إنّ الشرطة تسأل عنها. أجابتني: لا تخف يا أبي. يحققون معي وأعود قريباً". يضيف: "كانت هذه أوّل مرة يحدث معنا أمر مماثل. نحن لا نتعامل مع السياسيين ولا مع الشرطة. أرى في ذلك تبلياً علينا وعلى ابنتي. حتى أننا لم نكن نعرف حينها بوجوب أن يحضروا معهم أمر اعتقال صادر عن المحكمة. الشرطة اصطحبت ابنتي من دون أمر اعتقال".

يتابع الوالد: "قلقت كثيراً عليها. لم نعرف عنها أيّ شيء طوال شهر. كنا نراها فقط في المحاكم خلال جلسات تمديد الاعتقال". ويلفت إلى أنّ "الحبس المنزلي اليوم، أصعب. هي مبعدة، والتواصل معها صعب"، مشدداً على أنّ "إسرائيل دولة ديكتاتورية والديمقراطية غير موجودة في قاموسها".

على هامش الجلسة التي سُمح لها خلالها بالخروج من المنزل برفقة شقيقها، ساعَتين في نهاية الأسبوع، كانت دردشة لـ "العربي الجديد" مع طاطور. تحكي عن مدى اشتياقها إلى عائلتها ومحيطها وبيتها، وعن قطتَيها اللتَين تربيهما وقد طلبت من والدتها الاهتمام بهما إلى حين عودتها. وتتحدّث أيضاً عن اشتياقها إلى غرفتها في بيت العائلة، التي تزيّن جدرانها صور محمود درويش. "هو شاعري المفضل. قصيدته جدارية هي الأقرب إلى قلبي".



تخبر طاطور أنّ "شهري الأول في السجن كان صعباً جداً. جلسات المحاكمة كانت مرهقة. حتى الانتقال من السجن إلى المحاكم كان كذلك". تضيف أنّ "الوضع في معتقل كيشون كان سيئاً. النظافة معدومة، وقد منعوا أهلي من إدخال ملابس لي لمدّة شهر. كنت أغسل ملابسي نفسها وأرتديها وهي مبللة. لم يكن من مفرّ". وتقرّ أنّ "كلّ ما شغل تفكيري في بداية فترة الاعتقال، هو عائلتي.. أمي وأبي وإخوتي. كنت قلقة عليهم".
وتكمل سردها: "بعد شهر، انتقلت إلى سجن هشارون، إلى القسم الأمني. صحيح أنّ الأمر كان صعباً جداً، لا سيّما مع الاكتظاظ في الغرف، إلا أنني حصلت على دعم واحتواء من قبل الأسيرات. عميدة الأسيرات لينا الجربوني ابنة عرابة البطوف، إنسانة رائعة. هي تحتوي الجميع ومعطاءة".

عن الحبس المنزلي، تقول: "هو زنزانة خارج السجن. أنا بعيدة عن بيتي ومحيطي. وأحاول أن أمضي وقتي بالقراءة، فأنا ممنوعة من الإنترنت ومن أي وسائل اتصال". وتشير إلى "ورديات. لا يجب أن أبقى وحدي. مرّة يلازمني شقيقي، ومرّة خطيبته". ولأنها لا تجد ما تلهي نفسها به، تعلّمت الرسم. يُذكر أنّ قبل اعتقالها، كانت طرطور تتابع دراستها لنيل اللقب الأول في الإعلام والسينما. إلى ذلك، كانت قد أصدرت ديوانها الأول "الغزو الأخير" في عام 2010.

إلى ذلك، كانت طرطور قد اعتادت تنظيم معارض مختلفة عن قرى مهجّرة. وفي العام الماضي، أخرجت فيلماً حمل عنوان "من قلب البقاء"، لم يُعرض إلا مرّة واحدة قبل أن تعتقل.
تشدّد على أنّ "لا علاقة لي بلائحة الاتهام التي وُجّهت إليّ. أنا كنت أعبّر عن رأيي مثل أيّ صحافية، فأنا أدرس الإعلام. وعندما ترجموا قصيدتي، كانت الترجمة كلها خاطئة".
خلال الأشهر الأخيرة، كتبت دارين طاطور عن تجربتها في الأسر، "وآمل بنشرها عند خروجي من الحبس المنزل".