المرأة تحتاج إلى النوم أكثر من الرجل

المرأة تحتاج إلى النوم أكثر من الرجل

19 مايو 2016
النساء أكثر تأثراً بدوام العمل الليلي (Getty)
+ الخط -
أظهرت دراسة علمية حديثة أنّ النساء يحتجن إلى النوم ساعات أكثر من الرجال، من دون أن يكون للأمر علاقة بالجمال. عادة ما تؤثّر ساعات النوم على العمل. وقد خلص الباحثون فيها إلى أنّ معاناة الاضطراب في النوم قد تؤثّر على المرأة أكثر من الرجل، وغالباً ما تشعر المرأة بمزيد من الإرهاق أو بعدم قدرة على بذل الجهد المطلوب. كذلك، قد يتراجع أداؤها في الاختبارات الإدراكية التي تتطلّب ذاكرة أو دقّة.

هذه الآثار السلبية لقلّة النوم أو تبدّل أوقاته، قد تتجلى أكثر لدى النساء العاملات بدوام المناوبة وأولئك اللواتي يسافرن لمسافات طويلة. تقول سميرة (37 عاماً) لـ "العربي الجديد"، وهي تونسية تعمل سكرتيرة في لندن، إنّ زوجها يتّهمها بالكسل ويقارن بين ساعات نومه ونومها المتساويين. لكنّها تشكو من الإرهاق عكسه.
أمّا نهلة (45 عاماً)، وهي مدرّسة سورية مقيمة في لندن، فتقول إنّها كثيراً ما كانت تسهر لاستقبال ضيوف زوجها مساء. وحين تشكو حاجتها إلى النوم، كونها تستيقظ عند الساعة السادسة صباحاً للذهاب إلى المدرسة، كان زوجها ينتقدها مشيراً إلى أنّه ينام ساعات أقلّ من دون أن يشكو من الإرهاق. تضيف: "أتمنى أن تبدّل الدراسة نظرته إلى الأمور".

تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الدراسة أجريت بإشراف حوليات الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم (بناس)، وبالتعاون مع جامعتَي "كامبريدج" و"هال" ومركز أبحاث في بريطانيا وجامعة ديوك في سنغافورة. وقد شمل الاختبار 34 متطوّعاً من الذكور والإناث بدّلوا أنماط نومهم المعتادة والأوقات التي يأوون فيها إلى الفراش وأوقات استيقاظهم. وسئلوا عن شعورهم بعد استيقاظهم، فيما حلّلت وظائفهم الإدراكية مثل الذاكرة والدقّة.

أظهرت النتائج أنّ أداء النساء كان أسوأ بكثير، ما يشير إلى التأثير السلبي لاضطراب النوم واختلاف أوقاته المنتظمة على الهرمونات الأنثوية. كذلك، أشارت إلى تراجع الدقة لدى النساء بشكل واضح وأكبر بكثير منها لدى الرجال، حين يبقون مستيقظين لفترة طويلة، ما يعني أنّ النساء أكثر تأثراً بدوام العمل الليلي بالمقارنة مع الرجال. وعلى الرغم من ذلك، تعمل كثيرات ليلاً بالمناوبة للتوفيق بين العمل ورعاية الأطفال. يُذكَر أنّهن أكثر عرضة للإصابة بحوادث أثناء دوام العمل من الرجال.

أضافت الدراسة أنّ تلك الفوارق قد تعكس جزءاً من العوامل الاجتماعية مثل مسؤوليات الأسرة ورعاية الأطفال التي تدفع المرأة إلى العمل ساعات أطول والنوم ساعات أقلّ من الرجل. تجدر الإشارة إلى أنّها ليست المرّة الأولى التي تطرح فيها نتائج مماثلة.

دلالات

المساهمون