شعوب وحكام

شعوب وحكام

12 مايو 2016
ينسى بعضنا أحياناً دولاً عربية مثل الصومال (فرانس برس)
+ الخط -
قبل أسبوعين، فضّ متظاهرون عراقيون اعتصامهم في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، للمطالبة بتشكيل حكومة وطنية تتجاوز ما يسمى "المحاصصة الطائفية"، من دون أن تتشكل الحكومة، ولم تتشكل حتى الآن.
وقبل أقل من أسبوعين، انسحب وفد المعارضة السورية من مفاوضات جنيف اعتراضاً على المماطلات وعدم استجابة وفد النظام لأي من متطلبات التفاوض، ليتواصل الصراع العنيف الذي لم يتوقف منذ خمس سنوات بمشاركة أطراف خارجية عدة.

وقبل أيام، فشلت القائمة اللبنانية المستقلة "بيروت مدينتي" في الفوز بالانتخابات البلدية، إذ فازت قائمة "البيارتة" المكونة من مرشحين موالين لمكونات نظام الحكم في البلاد التي تعيش من دون رئيس منذ نحو عامين.
وقبل يومين، مرّ ألف يوم على فضّ اعتصام ميدان رابعة العدوية في مصر، حيث كان آلاف من أنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، يعتصمون احتجاجاً على عزل الجيش لأوّل رئيس مدني منتخب ديمقراطياً في تاريخ مصر الحديث، والذي أودى بحياة المئات.

ومنذ ثلاثة أسابيع، تتواصل المفاوضات في الكويت بين طرفي الصراع في اليمن، من دون أن تتوصل، حتى الآن، إلى نتائج ملموسة، على الرغم من تواصل الكوارث الإنسانية في البلاد التي تعاني الفقر والبطالة والتهميش منذ سنوات طوال.
وقبل يومين في الأردن، حاولت مجموعة من الشبان العاطلين من العمل الانتحار بإلقاء أنفسهم من أعلى بناية تحت الإنشاء في "دوار الداخلية" في العاصمة عمّان، قبل أن تتمكن الشرطة من منعهم من الانتحار.

وفي السودان، أعلنت وزارة الصحة عن استقبال المستشفيات نحو 20 ألف مريض نفسيّ في 2015، من جرّاء الأزمات الاجتماعية والاقتصادية المأساوية التي تمر بها البلاد.
لا تعني الأمثلة السابقة أن بقيّة الدول العربية تعيش رخاء أو استقراراً، فدول الخليج العربي كلها تعاني بقوة من جرّاء انخفاض غير مسبوق في أسعار النفط، وتغيّر متزايد في طريقة تفكير شعوبها التي تتغيّر وفقاً له متطلباتهم نتيجة للتعليم من جهة ولتواجدهم المكثف على وسائل التواصل الاجتماعي من جهة أخرى.

ودول المغرب العربي تعاني من أزمات، بينها الإرهاب والتغريب ورغبة الشباب في الهجرة نحو الشمال للحاق بأقاربهم وأقرانهم الذين سبقوهم، في مؤشّر إلى عدم تحمّل الأوضاع غير المواتية في بلدانهم.
فلسطين على حالها الذي نعرفه والذي يتدهور بمرور السنين وبتواصل الهوان العربي، بينما ينسى بعضنا أحياناً دولاً عربية مثل الصومال على الرغم من كل ما تعانيه من كوارث ودمار لا يقل عن الدمار في غيرها من الدول العربية المشتعلة.
يبقى السؤال: هل أسباب كل ما سبق مسؤول عنها الناس أم الحكام؟ أو كلاهما معاً؟

المساهمون