رسالة من أصغر أسيرة فلسطينية تعيد الأمل لأهلها

رسالة من أصغر أسيرة فلسطينية تعيد الأمل لأهلها

04 ابريل 2016
يتمنى والدها الإفراج عنها قريباً (العربي الجديد)
+ الخط -
بعزيمة الكبار، وبكلمات تكاد تخلو من الأخطاء الإملائية، خطّت ديما الواوي أصغر أسيرة فلسطينية، خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي رسالة إلى أهلها في بلدة حلحول شمال مدينة الخليل، تطمئنهم على أحوالها وتتمنى سلامتهم.

رسالة ديما الواوي التي لا يتجاوز عمرها 12 ربيعاً، أعادت البسمة والأمل من جديد إلى عائلتها، بعد أن طمأنتهم إلى أحوالها داخل السجن، كما حاولت أن تشعر أهلها أنها مرتاحة بين الأسيرات الفلسطينيات اللواتي يعشن معها، "فهن يقدمن لها المساعدة دائماً ويقفن إلى جانبها"، كما ذكرت في رسالتها.

تقول ديما في رسالتها: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أمي الحبيبة، أبي العزيز إخوتي اشتقت إليكم كثيراً. اعلموا أنكم معي دائما، اطمئني علي فإني سعيدة يا أمي، ولا أحتاج إلى شيء سوى بقائكم بصحة دائمة، والجميع هنا يساعدني، ويهتم بي، أنا هنا ألعب وأدرس وآكل ولا أريد إلا سلامتكم أعلم أن باب السجن لا يغلق بابه على أحد".

آخر عبارة في الرسالة "أعلم أن السجن لا يغلق بابه على أحد" كانت مفاجأة لوالدها إسماعيل الواوي، كما قال في حديثه لـ"العربي الجديد" :"لقد فوجئنا ونحن نقرأ رسالة ديما، تخيلنا صورتها بوجهها المبتسم وهي تقاوم ظلمة السجن، وتكتب لنا هذه الرسالة التي رفعت معنوياتنا وقوّت عزيمتنا، وأعطتنا القوة لانتظارها إلى حين الإفراج عنها".






اعتقلت ديما وهي أصغر أسيرة، في التاسع من فبراير/شباط الماضي، بالقرب من أحد الشوارع الاستيطانية، إذ زعمت قوات الاحتلال أنها كانت تحمل سكيناً محاولة تنفيذ عملية طعن، وحكمت محكمة الاحتلال عليها بالسجن أربعة أشهر ونصف، بالإضافة إلى غرامة مالية تقدر بألفي دولار، وهي تقبع الآن في سجن "هشارون".

والد الأسيرة لم يخف استغرابه "كيف لطفلة صغيرة بهذا العمر أن تكتب نصاً مثل هذا؟ يقول "كأنها من خلال رسالتها تحاول طمأنتنا على نفسها، وتود أيضاً أن تمنحنا القوة بعد أن ملأ الحزن بيتنا على فراقها".

ولفت إلى أن الرسالة كُتبت بخط ديما، وبعد عرضها على معلماتها في المؤسسة التي كانت تتابع بها دراستها تأثرن وذرفن الدموع.

يعتبر والد الأسيرة ديما هذه الرسالة "مصدر فخر واعتزاز"، كون ابنته "تجرأت" أن تبعث لأهلها رسالة من هذا القبيل وبمضمون يعكس نضجا مبكرا وذكاء متيقظا، ويشير إلى أن ديما استغلت فترة سجنها في حفظ القرآن الكريم، كما تعلمت وحفظت الأحرف العبرية، فهي كانت ذكية ومتفوقة في مدرستها، وكذلك تبدو أيضا في سجنها، وفق والدها.

ويتمنى والد ديما الإفراج العاجل لكافة الأسرى، وخاصة الأطفال الذين تعتقلهم قوات الاحتلال داخل سجونها، علما أن عدد الأسرى الأطفال المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية بلغ 400 طفل فلسطيني، عدد منهم محكوم عليهم بالسجن لفترات متفاوتة، فيما ينتظر آخرون دون محاكمة، بحسب إحصائية هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين.