جمعيات قلقة من وضعية المعاقين في المغرب

جمعيات قلقة من وضعية المعاقين في المغرب

28 ابريل 2016
وضعية المعاق في المغرب مزرية (Getty)
+ الخط -



دق ناشطون اجتماعيون وجمعيات، تشتغل في مجال مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة بالمغرب، ناقوس الخطر بشأن النتائج التي كشف عنها مؤخرا البحث الوطني الثاني حول الإعاقة، وخاصة نسبة انتشار الإعاقة في البلاد، والتي وصلت إلى 6.8 في المائة في 2014.

واعتبر ناشطون أن الأرقام التي وردت في البحث الذي أعدته وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، وقدمته الوزيرة، بسيمة حقاوي، قبل يومين، تستوجب المزيد من التكافل لصون حقوق فئة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة في ما يتعلق بتمدرسهم وصحتهم وشغلهم.

وأكد رشيد معروفي، رئيس جمعية "أيادي" لحماية المعاقين، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن وضعية المعاق في المغرب مزرية بالنظر إلى تأخره في مجالات عديدة مقارنة مع الأشخاص الأسوياء، سيما على مستوى تعليمه وتطبيبه وتوفير فرص الشغل له داخل المجتمع.

وأفاد الناشط الجمعوي أن إحصائيات البحث الوطني الرسمي تؤكد هذه الوضعية، التي تثير القلق لدى المهتمين بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفا أن "ما خفي كان أعظم"، باعتبار أن البحث مهما كانت آليات تنفيذه وإعداده واسعة، فإنه لا يكشف سوى جزء من الحقيقة.

من جهته، أكد بنعاشر محمد، رئيس منتدى خاص للمعاقين في شمال المغرب، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الأرقام الرسمية التي جاء بها البحث الوطني لوزارة التضامن تكشف حيفا مهولا في حق هذه الفئة من المواطنين، وتظهر مدى الإقصاء الذي يطاولهم داخل بلدهم.

وانتقد بنعاشر ضعف استفادة نسبة كبيرة من المعاقين المغاربة من قوانين الحماية الاجتماعية، وأيضا عدم اندماجهم في المجتمع، حيث لا يتابعون دراستهم، أو لا يجدون القدرة على ولوج المدرسة من الأصل، علاوة على ما يجدونه من مشاكل في العثور على وظائف، ما يفسر احتجاجاتهم المتكررة في شوارع الرباط".

ودعا النشطاء الدولة إلى العمل استنادا على نتائج البحث الوطني حول الإعاقة، خاصة ما جاء من إحصائيات في تعليم وصحة وشغل ذوي الاحتياجات الخاصة، من أجل الانكباب على محو الفروق ومظاهر الخلل في أنظمة الحماية الاجتماعية، التي يعاني منها آلاف المعاقين في المجتمع.

وتؤشر نتائج البحث الوطني حول الإعاقة بالمغرب على أن 60.8 في المائة من المعاقين لا يستفيدون من الخدمات العمومية في المجال الصحي، وأن 41.8 في المائة فقط هي نسبة تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، من متوسطة إلى عميقة جدا، لمن يتراوح سنهم من 6 إلى 17 سنة.

وبخصوص الشغل، فقد أورد البحث أن معدل بطالة الأشخاص في وضعية إعاقة خفيفة إلى عميقة جدا يناهز 47.65 في المائة، أي 290 ألف شخص، وهو أعلى 4 مرات من المعدل الوطني للبطالة الذي يصل إلى 10.6، وأما الأشخاص في وضعية إعاقة من متوسطة إلى عميقة جدا، فتصل إلى 67.75 في المائة. 

 

 

 

 

دلالات