النظام يمنع دخول مئات النازحين العالقين شرق السويداء

النظام يمنع دخول مئات النازحين العالقين شرق السويداء

27 ابريل 2016
النزوح السوري يتواصل (GETTY)
+ الخط -
عمّم النظام السوري على حواجزه الأمنية ومليشياته الموالية في محافظة السويداء، أوامر تفيد بعدم السماح للنازحين السوريين القادمين عبر البادية من المناطق الشرقية والشمالية، بالدخول إلى داخل المحافظة، أو التوجه إلى دمشق.

وأفادت مصادر مطلعة من السويداء، لـ"العربي الجديد"، طلبت عدم الكشف عن هويتها، بأن "مئات النازحين من ريف حمص ودير الزور وريف حلب وغيرها من المناطق، كانوا يصلون بشكل يومي عبر البادية إلى شرق السويداء، خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تم استيعاب العدد الأكبر منهم في مخيمات ومراكز إيواء، إلى أن قرر النظام منع دخول النازحين إلى المناطق التي يسيطر عليها، طالباً منهم عبر حواجزه ومليشياته العودة من حيث أتوا".

وأضافت المصادر أن "مئات النازحين ينتظرون في القرى الشرقية لمحافظة السويداء، السماح لهم بالدخول إلى السويداء أو متابعة المسير إلى دمشق، بحيث جاءت أوامر النظام عبر الأمن العسكري بمنع إدخال النازحين والعمل على دفعهم للعودة، بعدما استقبلت السويداء خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من 300 ألف نازح من مختلف المناطق السورية".

ويخشى الأهالي أن يكون بين هؤلاء النازحين من يوالي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أو مدفوعين كخلايا نائمة لتخريب الاستقرار الذي يحاول الأهالي الحفاظ عليه.

وبينت المصادر أن "النازحين المتواجدين في القرى الشرقية من محافظة السويداء يعانون من أوضاع إنسانية صعبة، بلا مأوى أو مواد غذائية أو طبية، باستثناء ما استطاع الأهالي تقديمه؛ رغم أنها بلدات فقيرة بشكل عام".


ووردت معلومات غير مؤكدة، أنّ عشرات آلاف النازحين لا يزالون ينتظرون في البادية، أن يتم نقلهم إلى السويداء عبر مجموعات البدو الذين يسكنون أطراف المحافظة، وتربطهم علاقات تجارية مع الجماعات المسيطرة على المناطق الشمالية والشرقية، حيث كانوا الوسيط لنقل النفط المكرر بشكل بدائي إلى السويداء خلال العامين الماضيين.

وقالت المصادر إن "النظام بدأ يضيق على الأهالي في تلك القرى، بحيث منع إيصال المواد الغذائية الأساسية مثل السكر والزيت، طالبا من الأهالي التوجه إلى قرى تبعد عنهم نحو 15 كيلومتراً للحصول على كميات محدودة منها، لأن هناك من يهرب هذه المواد إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، ما يزيد من الأعباء المعيشية للأهالي والنازحين الجدد".

وظهرت مبادرات أهلية في القرى لاحتضان النازحين، بحيث فتحت لهم بعض المقرات الاجتماعية، ومنحت الخيم لبعضهم، وبعض الأهالي استضاف أعداداً منهم في منزله، رغم إبلاغهم أن استقبال النازحين على مسؤوليتهم الشخصية، وأن السلطة لا تتحمل أي مسؤولة عن ذلك. إلا أن هذه المبادرات تبقى محدودة الفاعلية في ظل التدفق اليومي، ما يستدعي تدخل مؤسسات إنسانية كبيرة.

وتابعت المصادر أنه "تم إبلاغ منظمة الهلال الأحمر السوري في السويداء عن الوضع، ورغم إبداء المنظمة استعدادها للتدخل، إلا أنها إلى اليوم لم تحصل على الموافقات اللازمة من النظام للتحرك إلى مناطق تجمع النازحين".

المساهمون