النساء يستهلكن مضادات حيوية أكثر من الرجال

النساء يستهلكن مضادات حيوية أكثر من الرجال

27 ابريل 2016
المجتمع بات يعتمد عليها كثيراً ولجميع الأمراض والالتهابات (Getty)
+ الخط -

كشفت دراسة أخيرة أنّ النساء يستخدمن المضادات الحيوية بنسبة 30% أكثر من الرّجال، وقد حذّر الأطبّاء من عدم الوقوع تحت الضغط والتمادي في تلك الوصفات. بحسب خبراء، فإنّ النساء أكثر استعداداً لزيارة الطبيب، نتيجة السعال ونزلات البرد وهذا ما يفسّر "الاختلاف الرائع" بين الجنسين. وقد لفتوا إلى أنّ وصف المضادات الحيويّة بشكل روتيني ومن دون داع أو لأمراض صحيّة بسيطة، يسرّع في اتجاه تطوير معدّل مقاومة البكتيريا للأدوية، وهو ما يهدّد بتوقّف فعالية المضادات الحيوية في المستقبل.

عهد (45 عاماً) سوريّة مقيمة في لندن، تخبر "العربي الجديد" أنّها قبل مجيئها إلى بريطانيا كانت تقيم في إحدى الدول الخليجية، وكانت تخرج من عيادة الطبيب بعد كلّ زيارة بوصفات مضادات حيوية مهما كانت الحالة بسيطة. تقول: "أطفالي تجرّعوا كميّات مهولة منها، وعلى الرغم من ذلك أشعر بأنهم عرضة للأمراض أكثر من غيرهم". وتشير إلى أنّ صديقتها لطالما نصحتها بالابتعاد عن تلك المضادات الحيوية حتى يقوى جهاز المناعة لدى أطفالها، بيد أنّها لم تأخذ أقوالها على محمل الجد. وتتابع: "أشعر بالندم لأنّ أطفال صديقتي نادراً ما يتناولون مضادات حيوية، وهم يتمتّعون بصحة جيدة وقلّما يعانون من أمراض".

في هذا الإطار، حذّرت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان، من أنّ هذا يعني نهاية الطب الحديث الذي نعرفه، لتصبح الأمراض الشائعة أمراضاً قاتلة مرّة أخرى.
إلى ذلك، وبغية معرفة الفارق بين الجنسين في استخدام المضادات الحيويّة، أعدّ باحثون ألمان وسويديون 11 دراسة شملت نحو 44 مليون مريض من حول العالم ومنهم بريطانيا. تبيّن أنّ النساء يتعاطين المضادات الحيويّة بنسبة 27% أكثر من الرجال في مرحلة معيّنة من حياتهن. ويظهر الفارق الكبير لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 35 و54 عاماً، مع ارتفاع معدّل استخدام المضادات الحيوية بنسبة 40%.

من جهتها، نوّهت رئيسة مجلس الكليّة الملكيّة للأطباء مورين بكر، بنتائج الدراسة "المذهلة". وقالت إنّ بالإمكان شرحها بواقع أنّ الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عاماً لا يلجؤون إلى النصيحة الطبية للعلاج بقدر ما تفعل النساء. أضافت أنّ المضادات الحيوية قد تكون العلاج الممتاز حين تستخدم بشكل مناسب، لكنّ المجتمع بات يعتمد عليها كثيراً ولجميع الأمراض والالتهابات، ما يضع الأطباء تحت ضغط كبير من قبل المرضى. وأشارت إلى ضرورة تغيير التصوّر العام وتوعية المرضى، إذ إنّ الأمراض قد تصبح مقاومة للمضادات الحيوية وتتوقّف فعاليتها في حين لا يمتلكون بديلاً لها.

المساهمون