الأمم المتحدة: دعم لبنان يستمر بعد الأزمة السورية

الأمم المتحدة: دعم لبنان يستمر بعد الأزمة السورية

26 ابريل 2016
غادروا سورية إلى لبنان هرباً من الحرب(عبد الرحمن عرابي)
+ الخط -
ما إن وطئت أقدام اللاجئين السوريين أراضي القارة الأوروبية حتى ارتفع منسوب الاهتمام الدولي بدول جوار سورية التي تستضيف اللاجئين، في محاولة لوقف تدفقهم نحو أوروبا.


ترجمت الزيارات المُتوالية لمسؤولين أمميين وأوروبيين إلى لبنان هذا الواقع، كالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ورئيس حكومة بريطانيا دايفيد كاميرون، وقد أعلنوا خلالها عن رصد عشرات ملايين الدولارات لـ"دعم المجتمعات المحلية التي تستضيف اللاجئين السوريين بانتظار عودتهم إلى وطنهم الأم".

وأكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، سيغريد كاغ هذا الأمر، وتحدثت خلال لقاء جمع ممثلين عن وسائل الإعلام في لبنان مع مدراء الوكالات والبرامج التابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، بحضور منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فيليب لازاريني.

في الشكل، هو اللقاء الأول الذي تقيمه الأمم المتحدة لعرض إنجازات 23 وكالة وصندوقاً وبرنامجاً وبعثة حفظ السلام خلال العام الماضي، وفي المضمون كان للتأكيد على "استمرار جهود الأمم المُتحدة في لبنان إلى ما بعد انتهاء الأزمة السورية".

كما تحدث لازاريني، في نفس الإطار، مشيراً إلى "وضع اللمسات الأخيرة على خطة التنمية المُعتمدة في لبنان بين عامي 2017 و2020 بالتعاون مع الحكومة اللبنانية، بهدف تثبيت الأمن والاستقرار والحكم الصالح، إلى جانب إيلاء اهتمام خاص بالشأن البيئي في لبنان".

وأشار لازاريني إلى أن الوكالات التابعة للأمم المتحدة "قدمت المشورة التقنية اللازمة للحكومة خلال أزمة النفايات، واستبدال جبل النفايات في منطقة صيدا بحديقة عامة نموذج جيد للتعاون بين الطرفين"، مؤكداً أن "الأمم المتحدة تولي عناية خاصة بحوالي 250 بلدية هي الأفقر في لبنان وتستضيف حوالي 80 في المائة من اللاجئين السوريين في لبنان". 

 

 

97 في المائة من اللاجئين نساء وأطفال 

من جهتها، أشارت ممثلة المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار إلى أن 97 في المائة من مجمل عدد اللاجئين هم من "السيدات والأطفال". وقالت لـ"العربي الجديد": "إن قوننة وجود السوريين في لبنان لمصلحة الطرفين"، منتقدةً "ارتفاع كلفة تجديد الإقامات للسوريين في لبنان (200 دولار سنوياً)، وهي كلفة لا يستطيع أغلب السوريين تأمينها". وأكدت جيرار أن "دعم المجتمعات المحلية وتنميتها يخدمان اللاجئ السوري والمواطن اللبناني ويساهمان في خفض حدة التوتر بين الطرفين في مناطق إقامتهم".

وعقبت سيغريد كاغ على الفكرة بقولها: "تحسين ظروف إقامة اللاجئين يُغلق الباب أمام محاولات تجنيدهم من قبل المجموعات المُتطرفة"، رافضة "التعامل مع أماكن إقامة اللاجئين السوريين كبؤر إرهاب مُحتملة، خاصة أن القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية تُشرف على هذه التجمعات بشكل كامل". 


أزمة "أونروا" المالية حلًها سياسي

المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ماتياس الشمالي، أوضح لـ"العربي الجديد" أن معالجة الأزمة المالية للوكالة "بحاجة لقرار سياسي أممي يحل الأزمة الفلسطينية ويحدد مصير اللاجئين"، لافتاً إلى خوض المفوضية حالياً نقاشاً تقنياً مع "سفارة فلسطين وممثلي اللاجئين لمراجعة سياسات الوكالة الجديدة في الاستشفاء والتعليم، خصوصاً بعدما تبين أن أغلبية اللاجئين غير قادرين على دفع الفارق المالي للخدمات الاستشفائية"، بعد قرار خفض التغطية الاستشفائية ورفع نسبة وكلفة تغطية العمليات الجراحية. 

الدعم الأممي بالأرقام 

وتخلل اللقاء توزيع كتيب يتضمن أهم تقديمات وكالات الأمم المتحدة العاملة في لبنان، ولعل الرقم الأبرز كان مساعدة لبنان بمبلغ 1.3 مليار دولار للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، وهو رقم وصفته كاغ بـ"القليل أمام معاناة لبنان في ظل الأزمة". 

المساهمون