"رايتس ووتش": نزاع على أراضٍ بين مسيحيين وأكراد بكردستان

"رايتس ووتش": نزاع على أراضٍ بين مسيحيين وأكراد بكردستان

23 ابريل 2016
زيباري: لا داعي للاحتجاج في أربيل (فرانس برس/ GETTY)
+ الخط -
ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير لها نشرته أمس الجمعة، أن نزاعاً على ملكية أراضٍ يدور في إقليم كردستان العراق ويشكل المسيحيون أحد طرفيه.


وأوضحت المنظمة الحقوقية أن "قوات الأمن المحلية في إقليم كردستان قطعت يوم 13 إبريل/نيسان 2016 الطريق بوجه أُسر مسيحية من محافظة دهوك متوجهة إلى العاصمة أربيل، بهدف المشاركة في احتجاج سلمي نتيجة حصول تجاوز على أراضٍ تعود لها، وللمطالبة بوقفها وتمكينهم من تلك الأراضي".

وأشار التقرير الدولي إلى أن "الأسر المسيحية تحوز وثائق ملكية للأراضي، إضافة إلى قرار من المحكمة لصالحها، إلا أن كل ذلك لم يؤد إلى طرد المتجاوزين وهم من الكرد".

ووثقت "هيومن رايتس ووتش" شهادات ثمانية مسيحيين في تقريرها بشأن ملكية الأراضي التي تقع في ناحية تدعى (نهلي) وتتبع إدارياً لمحافظة دهوك، جاء فيها أن عدداً من سكان القرى المجاورة لأراضي المسيحيين في تلك المنطقة قاموا بالتجاوز عليها وضمها إلى أراضيهم دون سند قانوني.

واعتبر نائب رئيس المنظمة جو ستورك أن "حماية الاحتجاجات السلمية مهمة المسؤولين، لا منعها وقطع طرق المواصلات أمام المحتجين للوصول إلى مكان الاحتجاج".

وأبلغ رئيس الحزب الوطني الآشوري عمانوئيل خوشابا، "هيومن رايتس ووتش"، أنه وعدداً من المواطنين الآشوريين قرروا الاحتجاج أمام مبنى برلمان كردستان يوم 13 إبريل/ نيسان 2016 (الماضي)، وذلك في أعقاب قيام أحد السكان الكرد في منطقة نهلي ببناء منزل على أرض تعود ملكيتها لمسيحيين، وبعد محاولة غير فاعلة لمعالجة المشكلة لدى المسؤولين المحليين.



أما المواطن المسيحي ميخائيل بنيامين، فأوضح أن قوات الأمن قطعت الطرق التي تربط المنطقة التي يقطنها المسيحيون ببقية المدن يوم 13 إبريل/ نيسان، ومنعوهم من الذهاب إلى مدينة أربيل للاحتجاج، حتى إنهم لم يسمحوا لغير المسيحيين مغادرة المنطقة في ذلك اليوم.


وقام المسيحيون عن طريق سياسييهم ونوابهم في البرلمان بإرسال شكوى بالموضوع إلى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني إحداها كانت عبر نائب رئيس البرلمان جعفر إبراهيم.

ونقل تقرير المنظمة إفادات اثنين من المسيحيين، أحدهما يدعى بول خوشابا أشار إلى أن قرويين كرد قاموا خلال السنوات الماضية باثنين وأربعين تجاوزاً على أراضي المسيحيين، ورغم تلقيهم وعوداً من المسؤولين ومجلس الوزراء بمعالجتها، إلا أن ذلك لم يحصل.

أما المواطن وليم بنيامين، فقال إن "عدد التجاوزات على أراضي المسيحيين تصل إلى 50 تجاوزاً، وإن المسيحيين يعملون منذ عام 2001 على معالجتها".

ولفت التقرير إلى أن بداية التجاوز على أراضي المسيحيين في كردستان العراق حصلت في عام 1992 في عدد من القرى بمحافظتي دهوك وأربيل.

وعلق نائب مسؤول العلاقات الخارجية بحكومة إقليم كردستان لشؤون المنظمات، ديندار الزيباري، على تقرير "هيومن رايتس ووتش" قائلاً إن "قائمقام قضاء آكري استقبل وفداً من المسيحيين واستمع إلى شكواهم، كما أصدر تعليمات لإجبار المتجاوزين على أراضي المسيحيين بالتراجع عنها وإنهائها".

ولفت الزيباري إلى أن شكوى المسيحيين معروضة على وزير الداخلية، وتتولى لجنة مختصة من مجلس محافظة دهوك ووزارة الزراعة متابعة القضية.

وعن أسباب منع المسيحيين من الاحتجاج، أوضح الزيباري أن "إقليم كردستان يمر بوضع أمني صعب وحساس، ولا يستدعي عرض قضية الاحتجاج في أربيل العاصمة".