الانتخابات البلدية اللبنانية: مجتمع مدني يروّج لـ"المواطنة"

الانتخابات البلدية اللبنانية: مجتمع مدني يروّج لـ"المواطنة"

23 ابريل 2016
حراك بيروت يحيي العمل السياسي (فرانس برس)
+ الخط -
تُجرى الانتخابات البلدية في لبنان والمقررة في مايو/أيار المُقبل بعد أشهر قليلة على إعلان الحكومة انتهاء أزمة النفايات، رغم كل المؤشرات التي تؤكد تأجيل الأزمة فقط لا إلغاءها، الأزمة التي أعادت ناشطي المُجتمع المدني إلى الشارع بعد سنوات من تقلص الحراك المدني والمطلبي على وقع الخلافات السياسية الحادة في لبنان.


وعلى وقع صدى الهتافات المطلبية لإنهاء أزمة النفايات يستعد عدد من ناشطي الحراك لخوض الانتخابات البلدية في بيروت، والمناطق ضمن لوائح كاملة وأخرى جزئية تم الإعلان عنها تباعاً.

عكس ما كان يجري سابقا، تعرف اللبنانيون على المرشحين كناشطين في الحراك الشعبي، بعدما حفظوا وجوههم التي ظهرت خلال فض القوى الأمنية لمظاهرات الحراك.

بعض المرشحين ناشط في المجال العام منذ سنوات طويلة وفي مُختلف المجالات الإنمائية والفنية والثقافية، وهو نشاط تعول الحملات عليه لاجتذاب أصوات الناخبين.

مناصفة ومشاريع انتخابية

يُقدم هؤلاء المُرشحون نموذجاً مُختلفاً عن الترشيحات السائدة في لبنان، والتي تقوم في العادة على الولاء المُطلق للمرجعيات السياسية دون حاجة هذه المرجعيات لطرح مشاريع أو رؤى إنمائية للمواطنين. ولعل أبرز تعبير عن هذه الحالة هو شعار "زي ما هيي" الذي يرفعه تيار المُستقبل في إشارة إلى تبني أنصار التيار للوائحه كاملة كما هي دون تعديل.

لكن الواقع اختلف مع إعلان حملات كـ"بيروت مدينتي" وحركة "مواطنون ومواطنات في دولة" عن برامج انتخابية واضحة تعرض أبرز المشاكل التي تعاني منها البلديات مع حلول قائمة على دراسات أكاديمية نفذتها جامعات محلية ومؤسسات دولية. كما استبقت "بيروت مدينتي" إعلان مرشحيها بجولات ميدانية للقاء الناس وطرح رؤيتهم الإنمائية عليهم.

وفي اليوم المُحدد، أعلنت الحملة عن لائحتها الكاملة المؤلفة من 24 عضواً لخوض الانتخابات البلدية في بيروت، مقابل لائحة التوافق السياسي المُعتادة التي تجمع مُمثلين عن أحزاب 8 آذار و14 آذار ضمن محاصصة طائفية.

تتألف لائحة "بيروت مدينتي" من أسماء فنية وأكاديمية معروفة كالفنان أحمد قعبور، والمخرجة نادين لبكي، وتتميز بتحقيق المناصفة الكاملة بين النساء والرجال وعدم اتباع المحاصصة الطائفية المُعتادة. كما تضم أشخاصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي سوابق تؤكد الحملة من خلالها أن المشاركة في الشأن العام وتحقيق الإنماء المحلي ليست حكراً على فئة معينة.

وهي عناوين تجمع لائحة "بيروت مدينتي" بحركة "مواطنون ومواطنات في دولة" التي أعلنت في بيان أنها "تشترك مع بيروت مدينتي في كثير من الأهداف، ولا سيما إرادة كسر التمثيل السياسي الحصري المفروض على أهل بيروت وعلى جميع اللبنانيين من أركان السلطة السياسية القائمة، إضافة إلى طرح برنامج بلدي يتناول المشاكل الفعلية لمدينة بيروت ولسكانها على أسس علمية، لا سيما في مجالات السكن والعمل والحركة".

وأعلنت الحركة عن "التقدم في الانتخابات البلدية بلوائح جزئية لإبقاء المجال مفتوحا أمام مشاركة كل الذين يرغبون فعلا في إقامة دولة مدنية وديموقراطية وعادلة وقادرة في مواجهة محددة العالم، وجهتها واضحة: السلطة غير الشرعية والفاشلة".

ويرى متابعون أن هذه العناوين الجذابة تحتاج لمزيد من العمل السياسي الجاد لتحقيقها، إلى جانب المبادرة لتبديد النظرة النخبوية التي يقابل بها المواطنون اللبنانيون الناشطين المُرشحين.

المساهمون