زوجات فلسطينيين محكومين بالمؤبد: نفتخر بأزواجنا

زوجات فلسطينيين محكومين بالمؤبد: نفتخر بأزواجنا

07 مارس 2016
أطفال الأسرى (العربي الجديد)
+ الخط -
رفضت الشابة الفلسطينية، وفاء أبو غلمي، طلب زوجها "عاهد" بالانفصال عنه بعد أن صدر عليه حكم بالسجن مدى الحياة عام 2006، مؤكدة أن ارتباطها به مبني على الحب والوفاء.

وتقول وفاء التي تعيل طفليها الصغيرين بالعمل في وزارة الثقافة الفلسطينية: "منحني عاهد حريتي حينما صدر بحقه الحكم مدى الحياة عام 2006، لكنني رفضت. لا زلت أحب عاهد ومستمرة معه ومرتبطة به".

واتهم عاهد بالتخطيط والمشاركة في اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي، رحبعام زئيفي، الذي قتل عام 2001، حيث اعتقل ضمن الخلية المسؤولة عن الاغتيال على يد السلطة الفلسطينية وأودع سجن أريحا عام 2002، غير أن إسرائيل اقتحمت السجن عام 2006، واعتقلت غلمي وباقي أفراد الخلية.

بدورها، لا تشعر خالدة مصلح بـ"الندم" كونها ارتبطت بزوجها "محمد" الذي حكم بالسجن المؤبد تسع مرات في العام 2002. وتقول "طوال هذه السنوات لم أشعر بالندم، على العكس تماما أنا أشعر بالفخر لأني زوجة مناضل رغم الغصة والحرمان الذي أعيشه".

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، بين أكثر من سبعة آلاف فلسطيني معتقلين في السجون الإسرائيلية، هناك حوالي 600 فلسطيني من المحكومين مدى الحياة.

وتشعر زوجات هؤلاء الفلسطينيين بـ"المرارة" لغياب أزواجهن عنهن لسنوات طويلة، غير أنهن يشعرن بالفخر كونهن تزوجن من مناضلين.

ونادرا ما يتم الحديث علنا عن مشاعر تلك النسوة ومعاناتهن في المجتمع الفلسطيني، كما تقول مصادر في نادي الأسير الفلسطيني، بسبب الثقافة السائدة التي تعتبر الأسير بطلا.

ولم تتحمل زوجات كثيرات هذا الوضع، فانفصلن عن أزواجهن إما بمبادرة منهن وإما بطلب من الزوج المعتقل. لكنهن نادرا ما يفصحن عن هذا الطلاق بالضبط بسبب النظرة التي "تمجد الأسير"، بحسب هذه المصادر.

أما خالدة مصلح فتعبر بثبات عن افتخارها بزوجها الأسير "المناضل ضد الاحتلال". وتتذكر أنها، حينما صدر الحكم على زوجها، أطلقت زغرودة داخل المحكمة.

لكنها لم تتمكن من زيارة زوجها إلا بعد مرور 12 عاما على اعتقاله، بسبب رفض السلطات الإسرائيلية منحها تصريح زيارة "لأسباب أمنية".

وتوجهت خالدة (39 عاما) عقب تكرار المنع، إلى محامين وجهات قانونية، حتى سمح لها بزيارة زوجها والحديث معه من خلال هاتف ورؤيته من خلال لوح زجاجي.

واعتقل محمد، زوج خالدة، بعد حوالي عام ونصف العام من زواجه، وحكم بالسجن المؤبد تسع مرات، أضيفت إليها خمسون سنة، بتهمة المشاركة في هجمات ضد أهداف إسرائيلية وقتل إسرائيليين.

وبعد عام من زواجها، رزقت خالدة بابنها أحمد، وكان عمره أربعة أشهر فقط عندما اعتقل والده.

وقبل أيام قليلة، احتفلت خالدة وابنها بمرور 15 عاما على اعتقال الوالد الذي كان يعمل مرافقا للقيادي في حركة فتح مروان البرغوثي.

أمل لا ينقطع

وبعد مرور عام على اعتقال محمد، هدمت السلطات الإسرائيلية منزله في مدينة رام الله في الضفة الغربية. غير أن خالدة وأفراد عائلة محمد أعادوا بناء المنزل. وتحرص خالدة على ترتيبه بـ"أمل لا ينقطع" بأن يتم الإفراج عن زوجها في صفقة تبادل مع إسرائيل.

وتقول خالدة "كزوجة أسير، بالطبع لدي مشاكل في الحياة بسبب غياب زوجي، وأشعر بنقص في الحياة عندما أنظر إلى ابني الذي بالتأكيد يفتقد والده إلى جانبه".

وباتت حياة خالدة منذ اعتقال زوجها منصبة فقط على عملها في شركة الاتصالات الفلسطينية وتدريس ابنها.

وتقول "أقوم بدور الأم والأب والمعيل والأخ والأخت لابني، وبالطبع أشعر بحرمان كبير في حياتي".

وتقلق بعض النساء اللواتي يمضي أزواجهن عقوبة بالسجن لمدى الحياة في السجون الإسرائيلية من احتمال عدم الإنجاب إذا طال الاعتقال.


سائل منوي مهرب

وتحدثت تقارير عن تهريب السائل المنوي لعدد من الرجال من داخل السجون إلى زوجاتهن اللواتي خضعن بعد ذلك لعملية زرع من أجل الحمل.

ونجحت زوجات عديدات في الإنجاب بهذه الطريقة التي تثير جدلا في المجتمع الفلسطيني.

وتشير مصادر نادي الأسير الفلسطيني إلى أكثر من ستين حالة تهريب من هذا النوع، نجحت 35 امرأة خلالها في الإنجاب.

لكن وفاء أبو غلمي تُبدي معارضتها لهذه الطريقة، وتقول "هذه القضية مرتبطة أصلا بالواقع الثقافي، وسبب اللجوء إليها في كثير من الأحيان أن الزوجات يتخوفن من أن يطلق سراح أزواجهن بعد سنوات من دون أن يكون لديهن أولاد، وبالتالي يخشين أن يتزوج شريكهن من أخرى".

وأعلن نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الإثنين، أن عدد المعتقلات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية، وصل إلى 59 معتقلة.

وقال رئيس النادي، قدورة فارس، في بيان صحافي بمناسبة حلول اليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف غدا الثلاثاء، إن عدد المعتقلات ارتفع إلى ثلاثة أضعاف مقارنة مع العام الماضي 2015.

وأشار إلى أن عدد الفتيات المعتقلات القصّر (دون سن الـ18) وصل إلى (13) معتقلة.

واتهم البيان مصلحة السجون الإسرائيلية، بالمماطلة في "علاج المعتقلات المصابات واللّاتي وصل عددهن إلى عشرة يعانين من إصابات مختلفة".



اقرأ أيضا:نطف "مهربة" من أسير فلسطيني تنجب جلنار

المساهمون