توائم مغاربة قاوموا الفقر والمرض

توائم مغاربة قاوموا الفقر والمرض

23 مارس 2016
ليست سهلة رعاية أربعة رضّع في وقت واحد (Getty)
+ الخط -
تلد امرأة مغربية ثلاثة توائم أو أربعة أو خمسة لتصير حديث المجتمع، فيهرع إليها الإعلاميون والمصورون. وضعها توائمها هو من الأحداث التي لا تتكرر كثيراً في المجتمع.

عندما يُرزق المرء بتوائم، تنقسم مشاعره بين الفرح والأمل والقلق والخوف، خصوصاً إن كان من طبقة اجتماعية فقيرة أو متوسطة الحال. هو يخشى عدم تمكّنه من تلبية حاجات فلذات كبده الذين ملأوا عليه حياته. وأحياناً، تُنشر قصص عائلات مغربية رزقت بتوائم في الإعلام، نزولاً عند رغبتها. غالباً ما تكون أوضاعها المادية غير مستقرة ومتردية، فتسعى إلى الحصول على مساعدات تختلف طبيعتها.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، انتشرت قصة زوجين فقيرين من الدار البيضاء، رُزقا بخمسة توائم دفعة واحدة. كان لديهما طفل يبلغ من العمر ست سنوات، ليتأخر حمل الزوجة من جديد أعواماً عديدة. ولما خضعت لعدد من الفحوصات الطبية بعد حملها، اكتشف أن في أحشائها خمسة أجنة. يحكي الوالد لـ"العربي الجديد" كيف كانت الأحوال "وكيف اختلطت مشاعري بين الفرح والخوف الذي نهش قلبي في الأيام الأخيرة التي سبقت عملية الوضع. سمعت من بعض ذوي الاختصاص أن ولادة خمسة توائم أمر قد يكون خطيراً على حياة زوجتي وعلى حياة هؤلاء الصغار". وقد صرّح أمام كاميرات وسائل الإعلام بأنه يحتاج إلى من يقدّم له يد العون لتلبية حاجات توائمه الخمسة، نظراً لأنه مجرد عامل بسيط، مدخوله بالكاد يكفيه هو وزوجته وابنه. فكيف الأمر مع خمسة "ضيوف جدد". ويشير الوالد إلى أن زوجته لم تهتم في ذلك الحين بحاجيات توائمها الخمسة بقدر ما كانت منشغلة بصحتهم وبالعناية التي سوف يحظون بها، حتى تردّ عنهم بعض المخاطر والأمراض التي قد تلي عملية الوضع العسيرة. وفي حين كانت الوالدة تهتمّ باللحظة، كان هو بخلافها يقلق حول المستقبل، ويتساءل كيف له أن يتدبر معيشة خمسة توائم مع كل ما يحتاجونه من حفاضات وحليب مجفّف خاص بالرضّع. ولم تُختصَر الصعوبات بهواجسهما تلك فحسب. ثمّة ما أقلقهما أيضاً، وهو استحالة اهتمام الوالدة بمفردها بتوائمها الخمسة في الوقت نفسه، من النواحي كافة: النوم والنظافة والأكل وما إليها.

تعاطف عدد لا بأس به من المغاربة مع أسرة التوائم الخمسة، حتى أنّ مسؤولون سياسيون قدّموا بعض المساعدة لها. ومما وفّروه، استخدام مربية خاصة لهؤلاء التوائم في الفترة الأولى بعد ولادتهم، تهتمّ بتغذيتهم ونظافتهم خصوصاً. أما المفاجأة السارة التي أثلجت قلبَي الوالدَين، فهي مبادرة رجل أعمال مغربي معروف قدّم لهما شقة جديدة واسعة تتّسع للأسرة الفقيرة التي كبرت من دون تخطيط، لمساعدتهم على الاستقرار بعيداً عن مشاكل العيش في بيت من القصدير. ذلك ساهم ولا شك في توفير بعض من شروط العيش الكريم. ويؤكد الوالد أن "توفير شقة لأسرتي ساهم بشكل كبير في تهدئة المخاوف التي تملكت بي بعد ولادة توائمي الخمسة. البيت الذي كنا نسكن فيه، بالكاد يتسع لثلاثة أشخاص، بينما صارت أسرتي تضم ثمانية أفراد".

في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تناولت وسائل الإعلام المغربية قصّة والدَين رزقا بأربعة توائم في أحد مستشفيات جنوب البلاد. في هذه الحالة، كانت الوالدة قد اكتشفت حملها بينما كانت مصابة بسرطان الثدي وتخضع لعلاج كيميائي. على الرغم من وضعها الصحي السيئ، تمكنت من وضع أربعة توائم، ذكران وأنثيان، ولدوا جميعهم بحالة صحية جيدة.

ومن الحالات التي تداولها الإعلام أيضاً، قصة امرأة من ضاحية قريبة من العاصمة الرباط، وضعت ثلاثة توائم قبل أشهر. هذه الوالدة التي هجرها زوجها من دون أن تعرف مكانه، حاولت وضع حد لحياتها بعد الإنجاب، على خلفيّة أوضاعها المادية المتردية.

من جهته، يشكو بدر نويرة الذي رزق وزوجته بثلاثة توائم في شمال البلاد، من صعوبة بالغة في تلبية حاجيات التوائم، ذكر واحد وأنثيان. ويقول لـ "العربي الجديد": "أنا مجرد نادل في مقهى، ولا يكفيني راتبي الشهري لشراء مستلزمات توائمي، نتيجة متطلبات الحياة المكلفة وإيجار البيت الصغير الذي نسكنه".

أما لمياء، وهو مديرة شركة، فتحضن توائمها الثلاثة بكثير من العطف والحب. تؤكد لـ "العربي الجديد" أن حياتها تغيرت كثيراً بعدما رزقت بهؤلاء التوائم، هي التي عانت لسنوات طويلة بهدف الإنجاب. وقد يعود شعورها بالراحة أيضاً، إلى أنها لم تجد صعوبة في الاهتمام بتوائمها ولا سيما مادياً. فقد خُصّصت لها مساعدة اجتماعية تعينها على تربيتهم.

اقرأ أيضاً: بسطاء المغرب أبطال شعبيّون

المساهمون