"مؤشر السعادة" السوري.. يكفي النجاة من الموت

"مؤشر السعادة" السوري.. يكفي النجاة من الموت

17 مارس 2016
نتائج لم تفاجئ أحدا (الأناضول)
+ الخط -
حلت سورية في المرتبة قبل الأخيرة للترتيب الأممي لمؤشر السعادة. وصنف تقرير صدر الأربعاء، عن "شبكة حلول التنمية المستدامة" التابعة للأمم المتحدة، سورية في المرتبة 156 من أصل 157 دولة شملها التقرير.

واعتمد التقرير على مسح لمجموعة من المعايير، بين أعوام 2013 و2015، وهي الفترة التي اشتدت فيها وطأة الحرب في سورية، وطاولت انعكاساتها جميع نواحي الحياة. ويبدو أن نتائج الدراسة لم تأت مفاجئة لأحد؛ إذ يجد عثمان إدلبي، وهو مصمم ومهندس سوري، أن هذه النتيجة منطقية، "الذي يعيش في سورية يرى كل يوم مدى التعاسة التي يعيشها الناس..".

ويقول إدلبي، إن "الحزن عم بيوت السوريين، ويظهر في غياب الأفراح وكثرة الخلافات العائلية والخسارات الكثيرة والمتتالية التي يعيشها الأفراد". ويضيف، "همّ أي سوري اليوم هو تأمين قوت يومه والبحث عن حماية نفسه من مسببات الموت الكثيرة، حين ترى الناس يفرحون لأن مدينتهم لم تقصف ليوم واحد ستدرك كم هو تعيس هذا الشعب".

ويرى إدلبي، أن مصدر سعادة أي سوري اليوم هو أن "يبقى ومن حوله على قيد الحياة، لمن يريد للسوريين السعادة الحل بسيط، لا يقتلهم ولا يساهم بقتلهم وتدمير بلدهم".

بدوره، يعتبر الصحافي السوري، حزم الماروني، أن "نتيجة الدراسة منطقية في ظل الوضع الطارئ الذي يعيشه السوريون، لكن هذا لا يعني أنها سليمة بالمطلق".

ويقول، "يعيش جميع السوريين اليوم أزمة نفسية واقتصادية وإنسانية وحرب وقتل ودمار، ومن الطبيعي أن يعيشوا في حالة قلق وتشاؤم مستمرة، فتزيد المشاعر السلبية، وهو ما يجعلهم الأقل سعادة".

ويلفت الماروني إلى أنه "رغم كل شيء يعيش السوريون لحظات أو ساعات يومية من السعادة التي يمكن تسميتها بالسعادة قصيرة الأمد، والتي قد لا يختبرها آخرون، كأن يشعر إنسان يعيش تحت الخطر بالسعادة حين ينجو بأعجوبة من موت محقق، لكنه يعود بعد ساعات ليعيش واقعه المأساوي".

وتقول صبا فتاح، من حلب، إنها باتت تشعر بشيء من السعادة  فقط "حين تأتي المياه بعد أيام انقطاع، أو حين تحصل على إنترنت سريع لتستطيع التواصل مع أصدقائها، أو تستمر الكهرباء لساعة إضافية في اليوم"، وتضيف "إن كان هناك نوع آخر من السعادة فنحن بالطبع لا نعرفه".

من جانبها، عبّرت وفاء صبيح وهي صحافية سورية، عن عدم استغرابها أن تأتي سورية في ذيل "الأمم السعيدة"، فالاعتياد على الفجائع يتنافى مع أبسط مقومات السعادة، على حد قولها. وتقول "نحن شعب ابتلي في سنواته الخمس الماضية بالشقاء والتعاسة".

وترى أن "السعادة شعور ذاتي جداً ولا يتسم بالديمومة؛ ويتمحور حول الأنا، كلما ارتفع الرضا عن النفس زاد شعورنا بالسعادة".



اقرأ أيضا:مصر في ذيل "مؤشر السعادة" العالمي.. ماذا عن التعاسة؟

دلالات