"سييج ووتش": مليون سوري محاصر وأرقام الأمم المتحدة مغلوطة

"سييج ووتش": مليون سوري محاصر وأرقام الأمم المتحدة مغلوطة

09 فبراير 2016
موجة لجوء جديدة متوقعة (الأناضول/GETTY)
+ الخط -


اعتبر تقرير "سييج ووتش"، أمس الثلاثاء، أن حديث الأمم المتحدة عن السوريين المدنيين المعرضين للحصار في حلب وحدها، على الرغم من وجود ما يزيد عن المليون سوري مدني محاصرين في 46 منطقة في سورية، يؤدي إلى تقليص الاستجابة الدولية لمساعدتهم.

وأوضحت الأمم المتحدة أن تقدم القوات الحكومية قد يقطع الطريق الوحيد المتبقي بين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في حلب ومعابر الحدود التركية الرئيسية، والتي كانت بمثابة شريان حياة للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في نشرة عاجلة : "إذا قطعت الحكومة السورية وحلفاؤها طريق الفرار الوحيد المتبقي للخروج من شرق مدينة حلب، فهذا سيعزل 300 ألف يعيشون في المدينة عن أي مساعدات إنسانية، ما لم يتم التفاوض على نقاط دخول عبر الخطوط".


اقرأ أيضاً: مشردو الغارات الروسية.. كارثة إنسانية دون بوادر انفراج

وأضاف "إذا استمر تقدم قوات الحكومة السورية حول المدينة، تقدر المجالس المحلية أن ما بين 100 ألف و150 ألفاً سيفرون نحو عفرين والريف الغربي لمحافظة حلب".

وتستضيف تركيا بالفعل 2.5 مليون سوري، وهو أكبر تجمع للاجئين في العالم. لكنها تغلق، حتى الآن، حدودها أمام موجة النزوح الجديدة، ما يصعب مهمة إيصال مساعدات يحتاجها الفارون بشدة.

ودعت الأمم المتحدة أنقرة، اليوم، إلى فتح الحدود، كما طالبت دولاً أخرى بتقديم مساعدات لتركيا.

اقرأ أيضاً: العفو الدولية: خطة أوروبية معيبة لتوطين اللاجئين في تركيا

وقال: "سمحت تركيا، أيضاً، بدخول عدد من الأشخاص المصابين والمهددين إلى تركيا. لكن هناك عدد كبير لا يسمح لهم بعبور الحدود. ونطلب من تركيا أن تفتح حدودها أمام كل المدنيين في سورية الفارين من الخطر والمحتاجين إلى حماية دولية كما فعلت من قبل".

وصرح رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أن نحو 70 ألف لاجئ سوري قد يصلون إلى الحدود التركية إذا استمرت الحملة العسكرية هناك بهذه الشدة. وأضاف أن تركيا لن تغلق حدودها أمام اللاجئين.

وأوضح برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان، أنه بدأ توزيع الطعام في بلدة أعزاز القريبة من تركيا لمساعدة الموجة الجديدة من الفارين من القتال.

وقال جيكوب كيرن، مدير البرنامج في سورية "الموقف هش للغاية في شمال حلب مع تنقل الأسر بحثاً عن الأمان"، مضيفاً "نحن قلقون للغاية لأن مسارات الدخول والإمداد من شمال حلب إلى شرقها والمناطق المحيطة مقطوعة الآن، لكننا نبذل كل جهد لتوفير ما يكفي من طعام للمحتاجين عن طريق نقاط عبور الحدود التي لا تزال مفتوحة من تركيا".


اقرأ أيضاً: كارثة إنسانية وشيكة جراء غياب حليب أطفال شمال حمص

على صعيد متصل، كشف تقرير "سييج ووتش" الصادر، أمس، عن منظمة "باكس" في هولندا، والمعهد السوري في واشنطن أن 1.09 مليون سوري يعيشون تحت الحصار ضمن 46 منطقة محاصرة في سورية، في محافظات دمشق وريف دمشق وحمص ودير الزور وإدلب.

وأشار التقرير إلى أن حجم الأزمة في المناطق المحاصرة أسوأ بكثير مما أعلن عنه مكتب الأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2015، حين قدر عدد المحاصرين بنحو 393 ألف و700 شخص في 18 منطقة محاصرة، مشيراً إلى أن الأرقام المغلوطة ساهمت في تقليص الاستجابة الدولية لأزمة المحاصرين، مستشهداً بما وصلت إليه مدينة مضايا التي لم تكن مدرجة في المناطق المحاصرة لدى الأمم المتحدة.

وبين التقرير أن الحكومة السورية وحلفاءها هم أكبر المسؤولين عن الحصار المفروض بحق المدنيين السوريين. فمن ضمن 46 منطقة محاصرة هناك اثنتان فقط تحاصرهما قوات المعارضة وواحدة تحاصرها الحكومة السورية و"داعش".

وذكر التقرير الخواص المشتركة التي تعاني منها المناطق المحاصرة، وهي افتقارها للكهرباء والمياه، ومحدودية الحصول على الغذاء والوقود والرعاية الطبية، إلى جانب عنف الهجمات العنيفة التي تشنها الحكومة السورية وحلفاؤها. ولفت التقرير إلى اعتماد سياسة الابتزاز نظراً لاعتماد اقتصادات المناطق على التهريب والرشوة، والنزوح، ومحاولات التجنيد من أطراف النزاع.

وتطرق التقرير إلى التعديلات التي طرأت على نمط حياة المحاصرين للبقاء على قيد الحياة، مثل الاتجاه للبستنة على السطوح، وحرق البلاستيك لاستخراج المشتقات النفطية، والإنتاج المحلي لبعض الإمدادات الطبية الأساسية، ما جعل حياة الناس أكثر بدائية.

اقرأ أيضاً: نزوح حلب.. الكارثة تطاول من كانوا صامدين