استغلال اللاجئات السوريات

استغلال اللاجئات السوريات

06 فبراير 2016
أشكال تحرش واستغلال عديدة يتعرضن لها (Getty)
+ الخط -
مذ تهجّرن من سورية ووصلن إلى لبنان قبل سنوات، تتعرض النساء والفتيات اللاجئات إلى كثير من أشكال التحرش الجنسي والاستغلال. لا ننسى ما أشارت إليه النساء في أحد التقارير الذي صدر عن لجنة الإنقاذ الدولية عام 2012 في إعلانهن أنّ أبرز أسباب خروجهن من سورية هو التنكيل الجنسي بحق النساء واستخدام الاغتصاب كسلاح حرب. وحين وصلن إلى لبنان في منتصف عام 2012 بدأت النساء اللاجئات البحث عن مكان آمن، لكن بلا فائدة. حتى منازلهن هي بالنسبة إليهن أماكن غير آمنة. سئلت النساء اللاجئات عن أكثر الأماكن التي يشعرن فيها بالأمان، فلم يعرفن بماذا يجبن. أما الرجال فلم يجدوا صعوبة في تحديد ذلك.

إذاً، في حال نجت النساء من العنف الجنسي في سورية، ومن عنف آخر داخل المنزل، فإنهن يصبحن عرضة لتحرش و/ أو استغلال خارجه. وبعض أشكال الاستغلال هذه عبّرت عنها نساء وتم توثيقها في كثير من التقارير والدراسات منذ أول أعوام اللجوء. ومن أمثلة ذلك، الاستغلال الجنسي من قبل أصحاب المنازل (المالكين)، أو أرباب العمل، أو حتى مزوّدي الخدمات والإغاثة، وصولاً إلى التحرش اللفظي أو الجنسي بحق الشابات أو النساء في الشارع، واستخدام لغة مسيئة ومهينة للنساء تسعى إلى تسليعهن، أو تقنيع الاتجار بالفتيات بقناع الزواج المبكر، وفي نهاية المطاف اضطرار النساء إلى ممارسة "الجنس مقابل العيش" بسبب عدم وجود أي مورد أو معيل لهن.

اليوم، وبعد مرور خمس سنوات على اللجوء إلى لبنان، ومع حصول بعض التغييرات الديموغرافية بسبب هجرة الرجال والشبان إلى أوروبا العام الماضي، فإنّ أشكال التمييز والاستغلال والتحرش بالنساء في تفاقم مستمر. وهذا ما أشار إليه تقرير منظمة العفو الدولية الذي صدر أخيراً، مدرجاً أبرز الأسباب التي تجعل النساء اللاجئات من سورية إلى لبنان عرضة بشكل مستمر لكثير من أشكال التحرش الجنسي والاستغلال.

بحسب منظمة العفو الدولية، فإنّ هشاشة أوضاع النساء، وإعالة كثيرات منهن أسرهن بمفردهن، والتشديدات على تجديد أوراق الإقامة من قبل الأمن العام اللبناني، فضلاً عن الفقر والشح في المساعدات، كلّها عناصر تحول دون شعور النساء بالأمان، أو دون قدرتهن على التبليغ في حال حدوث أي إساءة بحقهن بسبب أوضاعهن غير القانونية.

خمس سنوات من حياة اللاجئات في لبنان والوضع على حاله، بل هو في تفاقم. وفي ظل غياب خطط استجابة وطنية أو دولية لمثل هذه التحديات، يطرح السؤال عمّا إذا كانت المبادرات الفردية للنساء من أجل توفير الأمن والأمان محتملة.

*ناشطة نسوية

اقرأ أيضاً: ناجيات من العنف يكسرن الصمت

المساهمون