ثماني عائلات فلسطينية محاصرة في ظروف صعبة ببلدة قباطية

ثماني عائلات فلسطينية محاصرة في ظروف صعبة ببلدة قباطية

05 فبراير 2016
اتخذت قوات الاحتلال من العمارة ثكنة عسكرية (Getty)
+ الخط -

حولت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمارة سكنية عند مدخل بلدة قباطية جنوب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، إلى ثكنة عسكرية ومنطقة عسكرية مغلقة يمنع الدخول إليها أو الخروج حتى للأسباب المرضية أو لجلب حليب ومواد تموينية للأطفال.

واتخذت قوات الاحتلال من العمارة ثكنة عسكرية منذ ساعات اقتحام بلدة قباطية مسقط رأس الشهداء الثلاثة منفذي عملية باب العامود في مدينة القدس المحتلة يوم الأربعاء الماضي، كون هذه العمارة تقع عند مدخل البلدة ويستطيع جنود الاحتلال الذين يعتلون سطحها كشف البلدة بأكملها، وفق ما قاله أدهم طزازعة لـ"العربي الجديد" وهو أحد سكان العمارة.

ويضيف: "يسكن في العمارة ثماني عائلات، كل عائلة مكونة من 6 إلى 8 أفراد، وفي كل عائلة يوجد أطفال يحتاجون للحليب والطعام، عدا عن احتياجات الأسرة ومتطلباتها اليومية". ويذكر طزازعة: "منذ قرابة 36 ساعة ونحن محاصرون داخل المنازل، حاولت اليوم صباحاً الخروج من المنزل لشراء الحاجيات أنا وبعض جيراني، إلا أن الجنود قاموا بإلقاء قنابل الصوت تجاهنا ومنعونا من الخروج، وقالوا لنا "ممنوع خروج أي حدا من العمارة، مثل ما دبرتوا حالكم يوم أمس، دبروا حالكم اليوم".

ويتابع طزازعة أن "سكان العمارة إذا استمر الحصار ستنقطع المياه عنهم بشكل كامل، بسبب انقطاع مياه البلدية (القطرية) عنهم، والتي أصابها الخراب بسبب عمليات الإغلاق والتجريف التي قامت بها الآليات والجرافات العسكرية الإسرائيلية أثناء إغلاق مدخل البلدة. يعتمد الأهالي الآن على خزان مياه وحيد تكاد المياه تنفد منه".

وعلى الرغم من التنسيق مع الارتباط العسكري الفلسطيني بخصوص حصار البلدة واتخاذ هذا المبنى ثكنة عسكرية، والسماح للأهالي بالخروج لجلب حاجياتهم، إلا أن جنود الاحتلال منعوا السكان من الخروج، وقال الجنود لأدهم إن الأمر سيطول أثناء محاولته إقناعهم بأن يسمحوا له بالخروج لشراء الخبز والحليب، حيث قالوا له "قصتك طويلة"، في إشارة إلى أن الأمر سيطول مثل ما أعلن الاحتلال أن البلدة ستحاصر إلى أجل غير معلوم.

ويتخذ الجنود من البناية ثكنة عسكرية، حيث يتمركزون على سطح العمارة بالإضافة إلى إحضارهم عتاداً ثقيلاً وأجهزة مراقبة ليتمكنوا من مراقبة البلدة بشكل أوضح، وفق طزازعة، والذي أكد أن "جنود الاحتلال يرعبون الأطفال خاصة في ساعات الليل أثناء صعودهم ونزولهم إلى أعلى العمارة، وعدم مراعاتهم لوجود عوائل وأطفال يسكنون هنا".

من جهته، قال محمود كميل، رئيس بلدية قباطية: "إننا  منذ ساعات صباح اليوم ونحن نقوم بالتنسيق مع الارتباط المدني والعسكري الفلسطيني لإدخال المواد التموينية لسكان العمارة، وأبلغونا بالذهاب إلى العمارة لإيصال المواد، لكن جنود الاحتلال الذين يضعون خيمة أمام العمارة ويحاصرونها من كل مداخلها، طردونا ومنعونا من الاقتراب نهائياً"، ولفت كميل إلى أن جهوداً حثيثة ما زالت مستمرة لفك الحصار عن العوائل المحاصرة، وإدخال ما يحتاجونه بأسرع وقت، لافتاً إلى أن سكان العمارة يعيشون ظروفاً صعبة بسبب انقطاع مياه البلدية عنهم، ووجود أطفال بحاجة إلى غذاء وحاجيات أساسية منذ بداية الحصار".

وأضاف أن "الاحتلال ما زال يطبق قبضته حول البلدة ويحاصرها من كافة الاتجاهات، إلا أن المعنويات لدى الأهالي مرتفعة"، معبراً عن الصمود والتحدي والتكاتف لردع الاحتلال والوقوف في وجهه، قائلاً: "إن بلدة قباطية معتادة على الحصار وعلى إجراءات الاحتلال وتظل صامدة"، واصفا إياها بشجرة الزيتون وشجرة الصبار التي تستطيع العيش لمدة طويلة جداً.

اقرأ أيضاً: الفلسطينيون يشيعون جثمان الشهيد محمود نزال في جنين