بيت حوا.. ذاكرة قصور في عكا استعادتها جمعيات فلسطينية

بيت حوا.. ذاكرة قصور في عكا استعادتها جمعيات فلسطينية

25 فبراير 2016
قصر حوا يحتاج إلى مزيد من الأموال لترميمه(العربي الجديد)
+ الخط -
بعد وقوع عكا تحت سيطرة المليشيات الصهيونية في حرب 1948، تمت مصادرة العديد من أملاك الفلسطينيين الذين هجروا، اليوم قامت بعض الجمعيات والشخصيات باستعادة هذه المنازل والقصور التاريخية

زقاق صغير ضيق قليل العرض يدخلك إلى ساحة عبود، بحي الشيخ عبد الله، داخل أسوار مدينة عكا القديمة في فلسطين المحتلة عام 1948، واسم الساحة نسبة الى رجل فلسطيني ثري من أثرياء عكا هُجّر في عام النكبة. وهناك يوجد قصر حبيب حوا، وهو مالك ثري آخر من عائلة مشهورة في المدينة للقصر الذي لا يزال يقف هناك صامداً برخامه ونوافذه وشرفته التي تطل على ساحة عبود من الواجهة الأمامية ومن الشرفة الأخرى يطل على البحر المتوسط. فبالرغم من تهجير غالبية العائلة في عام 1948 إلا أن المتبقي من أهالي المدينة لا يزالون يتذكرون أن هذا القصر لدار حوا.

تاريخ القصر
بني القصر في نهاية القرن التاسع عشر، في أواخر العهد العثماني، ولقد أبرزت هذه البيوت فن العمارة الفلسطينية في تلك الفترة. يتكون البيت من ثلاثة طوابق، الطابق الأول مدخل الدرج والطابق الثاني يشمل ست غرف مع بهو "ليوان" كبير وسقف غرفة واحدة مرسوم بالورد. وما زال بلاط الرخام الأبيض صامدا يشهد على الحكاية والذاكرة والقناطر المزخرفة من الخشب.

وفي حديث مع نظير شمالي، كاتب وباحث تراثي من عكا قال: "يتبع هذا القصر لعائلة حوا وحبايب، وشمل بيت عائلة حوا غرفة مزخرفة ورسومات. ولقد بني القصر في أواخر الفترة العثمانية ويقع في الجهة الجنوبية من ساحة عبود". وأوضح أن "حوا عائلة عكاوية عربية مسيحية ثرية ومعروفة. وكان المحامي حسن حوا يدرس بالجامعة الأميركية في بيروت في فترة الانتداب البريطاني. ويتحدث أهالي عكا من كبار السن، بحسب التاريخ الشفوي الذي جمعه عن المدينة، بأنه كان ينزل بيروت ويلف سيجارته بورق نقدي".

وتابع، توفي حسن حوا بعد نشوء الكيان الإسرائيلي، ومات فقيرا في مخزن للفحم. والقسم الأكبر من العائلة هُجر في عام 1948 وحسن حوا بقي في عكا".

وهناك قصر آخر يملكه أسد حوا، بجانب الفنار، وقد ولد أسد بحي الشيخ غانم. وتملك عائلة حوا أيضا قلعة جدين التي تقع بالقرب من قرية ترشيحا في الجليل. واستعمل قصر حوا كمركز جماهيري لعقد الدورات".

وفي حديث عبر "فيسبوك" مع ريموندا حوا الطويل الصحافية التي ولدت عام 1939 بمدينة عكا (والدة سهى الطويل، زوجة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات) قالت: "البيت على الشاطئ هو للجد حبيب. وتسمى هذه العائلة بيت حبيب. أي حبيب حوا الجد الذي كان إقطاعيا، وابناه جريس وحبيب، وهو والدي الذي سكن في قصر قلعه ظاهر العمر التي كانت ملك والده وجدّه"، مضيفة لقد ولد أخي جورج في القصر. وتابعت أما عائلة حوا التي سكنت القصر في الفاخورة فهم أولاد عم الوالد يعقوب وأسعد حبيب حوا.

وقالت: لقد استغربت، والحسرة في قلبي، عندما سمعت من أحدهم أنه سيشتري البيت على شاطئ البحر من "عميدار" التابعة لدائرة أراضي إسرائيل. وأجبت كيف، هذا البيت له أصحاب أولاد عم، موجودون في بيروت وعمّان. وتابعت "ابنة عمي عايدة يعقوب حبيب حوا متزوجة من الدكتور مشربش من الأردن، هي وأخوتها الملاكون الأصليون للقصور. وابنة عمي أديل أسعد حبيب حوا هي المالك أيضاً لنفس المبنى على الفاخورة مقابل البحر، وهي متزوجة من رجل الأعمال البيروتي الذي كان يملك ولا يزال محلات فريج في بيروت.
ولفتت ريموندا إلى أن الطابق الأول للمبنى هو الذي سكنت به والدتها. وقالت: كان لها قسم كتبه لها والدي باسمها، أي بمساحة قراطين، أما الطابق الأرضي كان لسيدة من عائلة حوا ابنة عم والدي، وكان اسمها المعلمة هيلينا على ما أذكر، سمعته من والدتي كريسماس قبطي حوا. أما على شاطئ البحر من الطريق إلى أبو خريستو، يوجد قصر جميل. لابنة عمي أسد حوا، والد كميل وكميليا وكلير".

عمليات الترميم
ويقول نجم الدين نجمي من سكان عكا: "هناك عدة قصور لعائلات ثرية جداً، كقصر دار حبيب حوا، وهناك عدة قصور أيضا لعائلة خمار وقصر آخر لعائلة حسون، في سنة 1948 هجرت أغلب العائلات، ولم يبق غير بيت أليكس خمار من هذه العوائل. فقصر عائلة خمار وحسون تحول لفندق "أفندي" لرجل الأعمال الإسرائيلي أوري بوري. وهناك أيضا عائلة عكي، كان عندهم قلعة في ساحة أنيس كرام، لكن المليشيات الصهيونية هجرتهم إلى لبنان".

وفي حديث مع لؤي فارس مدير المركز الجماهيري بعكا، قال: "نحن مستمرون في ترميم قصر حبيب حوا، وهو بحاجة إلى صيانة أكثر". وأضاف "قسم منه سيكون مركزاً للأعمال اليدوية للنساء، وهو جزء من مسار جولة سياحية في عكا وأيضا لعرض منتوجات النساء. وأيضا سنحوله إلى ناد للنساء باسم "نساء بيت حوا". وأوضح "المبنى مغلق منذ سنتين ونصف السنة بسبب الترميم وهذا مبنى كبير جداً ويجب ترميمه على الأصل الحديث لمبنى تاريخي وهو بحاجة لأموال كثيرة"، مشيراً إلى أن عمليات الترميم توقفت حتى يتم جمع مزيد من أموال المتبرعين".

اقرأ أيضاً: تلّ بلاطة.. نابلس الكنعانيّة