مصر..أطباء يضربون عن العمل بعد اعتداء شرطي على زملائهم

مصر..أطباء يضربون عن العمل بعد اعتداء شرطي على زملائهم

02 فبراير 2016
أطباء مستشفى المطرية (فيسبوك)
+ الخط -

أعلن الآلاف من الأطباء في مصر، تضامنهم مع زملائهم في مستشفى المطرية التعليمي، أحد أحياء "شرق القاهرة"، في إضرابهم عن العمل، لليوم السادس على التوالي؛ بعد اعتداء مجموعة من أمناء الشرطة على أحد أطباء المستشفى رفض الاستجابة لطلبهم في تزوير تقرير طبي لأحدهم.

وأكد الطبيب في مستشفى المطرية، محمد حسين، أن أمناء الشرطة في قسم شرطة المطرية، اعتادوا على تلك الأفعال المشينة، حيث يكررون عمل تقارير طبية مزورة، من أجل "تلفيق قضايا" لآخرين بدون أي ذنب مقابل مبالغ مالية كبيرة، لكى يصبح المظلوم متهما والعكس، مشيراً إلى أن هناك تقارير طبية تصل فيها مدة العلاج إلى أكثر من 21 يوما من أجل إحالة أي شخص متهم إلى الجنايات، رغم عدم ارتكابه تلك الجريمة.

وأضاف: "هناك الكثير من أمناء الشرطة يقومون بعلم الضباط بتلك الجريمة، من خلال إحداث إصابات لدى شخص معين بهدف إلصاق الجريمة ضد شخص آخر مقابل مبالغ مالية، وبعدها يتم عمل كشف طبي في مستشفى حكومي مثل مستشفى المطرية، والنتيجة إهدار العدالة والزج بأبرياء في السجون".

وقال الطبيب إن التقارير الطبية المزورة أصبحت تجارة رائجة لدى أقسام الشرطة، يتم استغلالها في تلفيق الاتهامات الباطلة، والضغط على الأبرياء وإقامة دعاوى كيدية، منوهاً إلى أن سعر التقرير لدى أمناء الشرطة يصل إلى ما بين 150 و1500 جنيه حسب الجُرم الذي يريده الشخص الذي يسعى إلى عمل تقرير طبي، مطالبًا كل الجهات المعنية بسرعة التحقيق واتخاذ الإجراءات الفورية التي تحفظ للأطباء المعتدى عليهم حقوقهم كاملة وتعيد لكرامة المهنة قدرها الذي أهدر على يد مجموعة غاشمة حاولت استغلال سلطتها بطريقة فاسدة، وتحولوا إلى معتدين مروعين للآمنين الذين يؤدون واجبهم في أماكن عملهم.


وكشف عضو مجلس نقابة أطباء مصر، الطبيب هاني مهنى، تفاصيل اعتداء أمين شرطة على طبيب في مستشفى المطرية التعليمي، لإجباره على كتابة تقرير مزور، وأوضح مهني في تدوينة على صفحته الشخصية على فيسبوك، أن محامي النقابة حرر محضرا بواقعة اقتحام الأمناء للمستشفى واعتداء أحدهم على الطبيب، مشيرًا إلى استمرار غلق استقبال المستشفى لحين تأمينه بالشكل المناسب.

وكانت وزارة الداخلية زعمت أن أطباء في المستشفى قاموا بـ"كسر قدم أمين شرطة" إثر مشاجرة بينهم في المستشفى، فيما كشفت المصادر أن أمناء الشرطة تعدّوا بالضرب على أطباء مستشفى المطرية التعليمي، عندما حضر مواطن يرتدي ملابس مدنية مصاب بجرح في وجهه، وطلب من الطبيب "أحمد محمود" أن يقوم بإثبات إصابات غير حقيقية، بالإضافة إلى الإصابة الموجودة به فعلياً، وعندما رفض الطبيب، تم الاعتداء عليه وعلى زميل له يُدعى الدكتور مؤمن عبد العظيم.
وفي حين أعلن الأطباء الإضراب، قررت إدارة المستشفى إجبارهم على العمل، عبر قرار إداري.


لم تكن هذه الواقعة الأولى من نوعها لاعتداءات الشرطة على الأطباء، فهناك الواقعة الشهيرة في محافظة الإسماعيلية عندما اعتدى الضابط محمد إبراهيم، على الدكتور عفيفي حسنى عفيفي، الذي توفي بسبب هذا الاعتداء.

كما شهدت الأعوام الماضية عدة انتهاكات، كان أبرزها اعتداء رائد شرطة على طبيب يُدعى عمرو الجندي أثناء تأدية عمله في قسم الاستقبال بمستشفى المنصورة الدولي، فضلاً عن اعتداء نقيب شرطة من قسم شرطة الخليفة بالقاهرة على أحد الأطباء في مستشفى أحمد ماهر التعليمي رفض إجراء جراحة لضابط زميل له إلا بعد عمل أشعة على أصبعه لشكه في وجود كسر، الأمر الذي اعتبره الضابط رفضا لأوامره وتعطيله عن الإسعافات بطلب إجراء أشعة.

فيما أثار غلق "مستشفى المطرية"، لليوم السادس على التوالي، حالة من السخط من قبل المرضى الذين يترددون على المستشفى، خاصة أن هناك الكثير من الأهالي على موعد لإجراء عمليات لهم، كما أن غالبية المرضى من الفقراء، مما قد ينذر بكارثة صحية لهم، وقام العديد من المواطنين بالتوجه إلى مقر "نواب البرلمان" في تلك المنطقة، مطالبين إياهم بالتدخل.


اقرأ أيضا:مصر: أزمة بين "الداخلية" و"الأطباء".. وتلويح بإضراب المستشفيات