لاجئو مخيم الزعتري: تفاقم المعاناة في برد الكرفانات

لاجئو مخيم الزعتري: تفاقم المعاناة في برد الكرفانات

10 فبراير 2016
أوضاع المخيم سيئة (GETTY)
+ الخط -
لم يجد اللاجئ السوري، رامي الحريري، (34 عاماً)، المقيم في مخيم الزعتري، شمال شرق الأردن، سوى حبّة دواء واحدة علاجاً لطفلته المريضة في المستشفى، بعد أنّ أعيتها "إنفلونزا" شديدة نتيجة سوء الأحوال الجوية، المرافقة لسوء الأوضاع المعيشية في المخيم.

واشتكى الحريري من الأوضاع المعيشية في الشتاء في مخيم اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أنّ اللاجئين في المخيم يعانون كثيراً من المشاكل، سواءً كانت أمراضاً ناجمة عن البرد الشديد، أو تسرب المياه داخل الكرفانات، أو تجمع مياه الأمطار خارجها على شكل بقع وحل كبيرة.

وقال الحريري لـ"العربي الجديد"، إنّ توزيع المساعدات التي تصل الزعتري يتم بطريقة غير عادلة، مؤكداً أنه حين وزعت النرويج المساعدات لم يحظ إلا بسترة واحدة تقيه برد الشتاء، بينما عائلته مكونة من خمسة أفراد، وما يثير استغرابه أنّ غيره من العائلات اللاجئة أخذ بعضها سترتين لا سترة واحدة.

أما اللاجئ السوري يوسف أميره (33 عاماً)، فيقول لـ"العربي الجديد"، إنّ العلاج يكون مجانياً على دفتر الصحة، وهناك أدوية موجودة كالمسكنات وأدوية الالتهابات تعطى مجاناً، ولكن بعض الأدوية يضطر اللاجئون أن يخرجوا من المخيم لشرائها في أيام الإجازة.
ويضيف أميره: "البرد قاسٍ جداً، والكرفانات تسرّب المياه إلى داخلها، ما يضطرنا للجلوس في زاوية الكرفان".

وسعت إدارة مخيم الزعتري، أخيراً، للتخلص من الخيام المتواجدة في المخيم، واستبدالها بالكرفانات وذلك لضمان حياة معيشية أفضل لجميع اللاجئين.

ويقول مسؤول المساعدات في المخيم، فارع المساعيد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الدعم الدولي تضاءل، أخيراً، فالمنظمات والجهات التي كانت تدعم سابقاً لم تعد كما كانت، والسبب الرئيسي في ذلك هو الأزمة الاقتصادية التي تشهدها المنطقة".

أما الصحافي السوري، مجدي الشامي، فيقول، إنّ المسؤولين في مخيم الزعتري وضعوا خطة طوارئ لمواجهة المنخفض الجوي الأخير، كون المخيمات تتجمع فيها مشاكل سابقة، فالدفاع المدني والمشافي تأهبت لمواجهة المشاكل.

ويذكر الشامي لـ"العربي الجديد"، أنّ النرويج وزعت قسائم دعم محروقات الغاز في بداية الشتاء، وأعطت منظمة "يونيسف" اللاجئين قسيمة بقيمة 20 ديناراً للعائلات، وعملت المنظمة اليابانية على ضخ مياه الأمطار خارج المخيم والكرفانات.

ويشير إلى تجهيز مواقع إخلاء لأي كرفان أو خيمة تتضرر، علماً أنه، في الآونة الأخيرة، لم يعد هناك استخدام للخيم إلا لوضع الأشياء، أما اللاجئون فيقطنون في الكرفانات، فيما وزع قطاع المساعدات القطري، أخيراً، 20 كرفاناً إضافياً.

وتابع الشامي: "بالتأكيد هناك نقص ما، لكن لا نغفل عن العديد من المحاولات لتغطية النقص".

ومخيم الزعتري الذي أنشئ في يوليو/تموز 2012، يعتبر أكبر مخيم للاجئين في الأردن، ويقيم فيه نحو 81 ألف سوري، بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأردن. ويشكل الأطفال نصف عدد سكان المخيم.


اقرأ أيضاً:العاصفة تقسو على اللاجئين السوريين والفلسطينيين