طلاب الهندسة في لبنان يواجهون "الكولوكيوم" (صور)

طلاب الهندسة في لبنان يواجهون "الكولوكيوم" (صور)

06 ديسمبر 2016
اعتصام طلاب الهندسة في الجامعة اللبنانية (حسين بيضون)
+ الخط -

تتذرع نقابتا المهندسين اللبنانيين في بيروت والشمال بفائض خريجيها، في محاولة منها لإدراج امتحان الجدارة "كولوكيوم" شرطا لقبول انتساب خريجي الهندسة إلى النقابتين المذكورتين، الأمر الذي دعا طلاب كليات الهندسة في الجامعة اللبنانية (الجامعة الرسمية) للاعتصام احتجاجاً، اليوم الثلاثاء.

وتعود جهود النقابتين في فرض الامتحان إلى سنوات عدة، عندما طرحت الفكرة أمام الرأي العام، وأعاد نقيب المهندسين في بيروت، خالد شهاب، طرحها قبل أسابيع خلال حفل عشاء للنقابة.

واعتبر شهاب الذي يحمل صفة "رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين"، وهو الإطار الذي يجمع نقابتي بيروت والشمال، أن هناك "حاجة لضبط التخريج العشوائي في اختصاصات الهندسة في لبنان"، مبررا ذلك بـ"تجاوز عدد المنتسبين إلى اتحاد المهندسين 63 ألفاً، انضم منهم إلى النقابة نحو 15 ألفاً خلال السنوات الخمس الماضية فقط".

ورأى شهاب أن "إقرار امتحان الجدارة بالتعاون والشراكة مع كافة الجامعات اللبنانية، يعطي فرصة الانضمام إلى النقابتين، ويحمي المهن من ضم كتل بشرية عاطلة عن العمل".

وسارع طلاب كليات الهندسة المختلفة في الجامعة اللبنانية للاعتصام أمام مقر النقابتين في طرابلس وبيروت رفضاً لقرار النقابة.

واعتبر مصطفى، وهو أحد طلاب الهندسة الذين شاركوا في التحرك، أن "مشكلة فرض الكولوكيوم لها جانب قانوني يجب معه تعديل قانون التعليم العالي في مجلس النواب لفرض امتحان إضافي على الطلاب، كما تحمل في طياتها تشكيكاً بقدرات الطلاب اللبنانيين والجامعات اللبنانية التي تُخرج المهندسين".

كما وصفت الطالبة فرح، القرار بأنه "استكمال للمحاصصة السياسية والطائفية في لبنان، لأن النقابة عضو في مجلس التعليم العالي، وتشارك في منح الرخص للجامعات الخاصة، وهناك تعارض مصالح بين منح الرخص، وقبول اعتماد كليات الهندسة في الجامعات".

أما زينب، الطالبة في كلية العمارة في الجامعة اللبنانية، فعبرت عن رفضها "الخضوع لأي امتحان إضافي، بعد سنوات من الامتحانات الصعبة والمتعبة التي أهلتنا لممارسة المهنة"، ورفضت التعاطي مع الطلاب بصفتهم "الحلقة الأضعف التي تريد النقابة تحميلها ثمن تقصير الوزارات في تأمين الوظائف للخريجين، وتوزيع اختصاصاتهم وفق دراسات تُحدد متطلبات سوق العمل".

وشاركت الفروع الطلابية في عدد من الأحزاب اللبنانية في التحركات الرافضة فرض "الكولوكيوم"، ومنها "المكتب الجامعي لتيار المستقبل في الشمال"، ومصلحة الطلاب في "حزب القوات اللبنانية". واعتبرا في بيانين منفصلين، أن "إلزام حاملي شهادة الجامعة اللبنانية في كليتي الهندسة والزراعة ومعهد الفنون الجميلة بامتحان الكولوكيوم هو ظلم يتعرض له الطالب، لأن شهادة الجامعة اللبنانية هي المرجع الوحيد في المعيار والمستوى، باعتراف المسؤولين التربويين".

ويطالب طلاب الهندسة بـ"اعتماد معدل معين لعلامات الشهادة الثانوية تسمح للمرشح بالتقدم إلى امتحانات دخول الكليات"، و"الحد من التراخيص العشوائية لجامعات لا تستوفي الشروط الأكاديمية، والمعاهد التي تدّعي أنها جامعات، وأدت إلى تدهور مستوى الخريجين، ما يحفظ حقوق الطلاب الذين يعملون جاهدين للحصول على شهادتهم".

وأطلق خبراء لبنانيون تحذيرات بشأن "استثنائية الحقوق المُكتسبة لنقابات المهن الحرة، التي تتجاوز حقوق النقابات في أي من البلدان". ووصف وزير العمل السابق، شربل نحاس، في حديث سابق لـ"العربي الجديد"، امتيازات نقابات المهن الحرة في لبنان بـ"الخارقة"، والتي تتجاوز في صلاحياتها "صلاحيات الدولة اللبنانية نفسها".

ويعتبر امتحان "الكولوكيوم" امتحاناً تقييميا، يحدد المستوى العلمي للطلاب، وامتلاكهم القدرات والمؤهلات العلمية والتقنية المطلوبة لمزاولة المهنة، وهو امتحان معتمد في نقابة الأطباء.