تونس قبلة الجزائريين في نهاية السنة

تونس قبلة الجزائريين في نهاية السنة

27 ديسمبر 2016
يفضلون تونس لقضاء رأس السنة (كنزو تربيولارد/Getty)
+ الخط -
تحولت مدينة طبرقة التونسية التي لا تبعد عن القالة الجزائرية الساحرة سوى 30 كيلومتراً إلى قبلة للجزائريين من أجل احتفالات نهاية السنة، وعلى قدر بساطة المدينة إلا أنها عرفت كيف تستغل ثراءها الطبيعي بتشييد عدة منتجعات وفنادق وتقديم خدماتها بأسعار معقولة.

وتعد المدينة وجهة الباحثين عن الراحة والتخلص من ضجيج المدن، حسب عبد القادر بن يحيى القادم من مدينة قسنطينة شرق الجزائر لـ"العربي الجديد": "يفضل بعض الجزائريين قضاء عطلة نهاية السنة في تونس، لما تتوفر عليه من مرافق سياحية وخدمات تستقطب الزوار والسياح من مختلف المدن الجزائرية".

وعلى الرغم من الإمكانيات الطبيعية الخلابة التي تزخر بها الجزائر، من جبل وبحر وصحراء شاسعة، إلا أنها لا توفر للجزائريين خدمات تمكنهم من الاستمتاع بوقتهم حتى في نهاية الأسبوع أو منتجعات لقضاء العطل سواء في الشتاء أو في الصيف، يوضح عبد القادر.

وفي السياق، قدمت وكالة سياحية تخفيضات للسفر إلى مدينة "القالة" بولاية الطارف الحدودية مع الجارة تونس، وذلك بنقل السياح الجزائريين نحو مدينة " قنطاوي" بالحمامات التونسية،

وجذبت العروض العشرات من العائلات، والأفراد، خصوصاً أن نهاية السنة 2016 تتزامن مع عطلة التلاميذ المدرسية، وهو ما يعني أن العائلات لا تجد مشكلة أو حرجاً في الذهاب إلى تونس لقضاء أيام في منتجعاتها، فضلاً عن الاستمتاع بجمالية الشواطئ التي تتوفر عليها المدن التونسية الساحلية، كالحمامات وسوسة ونابل وغيرها من المدن.

بدورها، قدمت حافلات النقل الخاصة عروضاً ممتعة لنقل الجزائريين إلى عدة مدن تونسية على حد تعبير سيدي وافي لـ"العربي الجديد"، مؤكداً أن التذاكر نفذت بمجرد تقديم العرض الخاص بنهاية السنة، وهو نقل الجزائريين نحو تونس العاصمة ومنها نحو سوسة بسعر خاص، والاتفاق مع عديد الفنادق في المدينة السياحية التي ستقدم عروضاً فنية ومسرحية وخدمات بمناسبة حلول السنة الجديدة.


وتهافت الجزائريون على الوكالات السياحية التي تقدم عروضاً مغرية بمناسبة السنة الجديدة، وكثيرون منهم بحثوا عن أماكن مريحة ووجهات محددة لقضاء نهاية السنة بأريحية، وخصوصاً الوجهة التونسية، لأسباب يلخصها مجيد آيت جودي في حديثه لـ"العربي الجديد"، في التسهيلات المقدمة، خاصة للأسر بقضاء أيام جميلة وممتعة وبأثمان معقولة، مضيفاً أن الجارة تونس تعودت على تقديم عروض جيدة للسياح الجزائريين بالنظر إلى العلاقة الأخوية بين الشعبين والبلدين، فضلاً عن عدم وجود تأشيرة لدخول الأراضي التونسي، كما أن كثيرين يذهبون هناك بمركباتهم الخاصة على الحدود الشرقية.

يختار كثيرون الطائرة للسفر إلى تونس تفادياً للتعب وإرهاق الطريق، وتستغرق الرحلة، خصوصاً إلى الولايات الداخلية كالحمامات وسوسة والمنسيتر ما يربو عن 14 ساعة سفر. لكن اللافت أيضاً أن طوابير طويلة لسيارات من ترقيم جزائري اصطفت في معبر "أم الطبول" في الحدود الجزائرية التونسية للدخول إلى الأراضي التونسية.

ويتحمل الجزائريون عناء السفر وطول الانتظار من أجل توقيع وختم جوازات السفر، بسبب الخدمات التي تقدمها المدن السياحية، بحسب السيد نور الدين بلباي القادم من ولاية الشلف 290 كيلومتراً غرب العاصمة الجزائرية، تاركاً وراءه مدينة "التنس" الساحرة التي تحتضن ساحلاً جميلاً بولايته ليقوم بزيارة مدينة "نابل" التونسية.

وأضاف لـ" العربي الجديد" على الرغم من المناظر الطبيعية الخلابة التي تحتضنها الجزائر، إلا أن الخدمات غير متوفرة، خصوصاً لرب أسرة يريد أن يقضي أوقات الراحة مع أسرته الصغيرة التي تضم ثلاثة أولاد.

ووجد المتحدث ضالته أخيراً، إذ يفضل أن يقضي أياماً من عطلة الشتاء والاحتفال بنهاية السنة في بلد قريب من الجزائر واكتشاف الشريط الساحلي والولايات الشرقية للجزائر، لكنه تأسف كثيراً على السياحة الجزائرية التي لا تقدم كثيراً لأبناء البلد، مما يدفعهم لاكتشاف بلدان أخرى تاركين وراءهم المناطق الخلابة سواء في الشمال أو في الجنوب.

ويعد عامل الأسعار مهماً في جذب السياح الجزائريين إلى تونس خلال هذه الفترة بالذات، خصوصاً وأن أسعار الفنادق ترتفع في فصل الصيف بالمقارنة مع فصل الشتاء، إذ ينتهز الجزائريون هذه الفرصة للسفر بأسعار معقولة، كما قال السيد رياض بن عبدالرحمان لـ"العربي الجديد"، إن رحلته برّاً نحو تونس ستكلفه مبلغاً لا يتعدى 100 ألف دينار جزائري، أي ما يعادل 600 دولار أميركي، أفضل من أن يصرفها في الجزائر دون أن يتحصل على خدمات راقية، مثل فندق مريح ومدينة للألعاب ومسابح وزيارة عبر باخرة في البحر مثلما تقدمه المنتجعات التونسية.

ولم يخف رياض وغيره من الجزائريين أملهم في أن تستغل الإمكانيات الطبيعية التي تزخر بها البلاد، على طول ساحل يتعدى الـ 1200 كيلومتر، وصحراء ومناظر خلابة رائعة، لتغطية النقص الحاصل في المراكز الترفيهية، فضلاً عن ارتفاع الأسعار في مختلف الفنادق التي توجد في المدن الكبرى.