مدرسة صديقة لأطفال غزة

مدرسة صديقة لأطفال غزة

27 ديسمبر 2016
ينتظرن المدرسة الجديدة (محمد الحجار)
+ الخط -

ينتظر أطفال غزّة الانتهاء من تشييد مدرسة جديدة صديقة لهم، تعدّ الأولى من نوعها في القطاع، ويفترض أن تجعل الأطفال أكثر تعلقاً بالدراسة.


بدأ إنشاء أوّل مدرسة صديقة للطفل في قطاع غزة، بحسب نظام منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، وتحديداً في أكثر المناطق التي تعرّضت للدمار خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع في عام 2014 في منطقة الشجاعية. وهذه أوّل مدرسة تلتزم بشروط اليونيسف، لناحية بنائها وشكل فصولها والباحة وأماكن اللعب والمكاتب والممرات وغيرها.

هذا المبنى هو تعويض عن مدرسة جمال عبد الناصر الابتدائية (شرق مدينة غزة)، التي دمرت بالكامل أواخر شهر يوليو/تموز في عام 2014. وظلّ الركام عامين نظراً لبطء سير عملية إعادة إعمار القطاع، وعدم التزام الدول المانحة بدفع المال لإعادة الإعمار.

وبدأ وضع الحجر الأساس لبناء المدرسة في السابع من الشهر الجاري، وبحضور المبعوث الخاص للمنظمة، جون كونوجي، وبإشراف وزارة التربية والتعليم في غزة، والشراكة مع "برنامج الفاخورة" التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع في دولة قطر، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

في هذا السياق، تقول مديرة قسم الهندسة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غزة، إيمان الحسيني، إن بناء المدرسة يأتي ضمن برنامج كبير لإعادة الإعمار، يشرف عليه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ويهدف إلى إعادة تأهيل 51 مؤسسة تعليمية في قطاع غزة، بينها عشر جامعات وخمسة مراكز تدريبية تعليمية، و13 مدرسة خاصة، ومدارس حكومية (بينها مدرستان دمرتا بشكل كامل، وهما مدرسة جمال عبد الناصر الابتدائية في منطقة الشجاعية، ومدرسة علي بن أبي طالب في منطقة الزيتون).

وتوضح الحسيني لـ "العربي الجديد": "عندما قررنا إطلاق برنامج إعادة الإعمار، أردنا أن يكون العمل في غزة مميّزاً، في ظل المشاكل المزمنة. واعتمدنا مبدأ إعادة البناء لتكون النتيجة أفضل مما كانت". وتلفت إلى أن غزّة محرومة من التطوير بسبب عدم القدرة على الإعمار في أي وقت، ما يحول دون تطوير مؤسّساتها التعليمية. وتوضح أنّ المشاكل المتعلّقة بنظام التعليم في غزة تشمل الفصول وتكدّس الأطفال في داخلها. وقد حاول البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة مواجهة مشكلة إعادة الإعمار في غزة، بهدف بناء 116 فصلاً جديداً، بالإضافة إلى إعادة إعمار المؤسّسات التعليميّة، وذلك في إطار سياسة توسيع المدارس لاستيعاب عدد أكبر من التلاميذ.

الركام خلفها (محمد الحجار)


وتضمّ المدرسة 24 فصلاً، على أن تكون مساحة الفصل 60 متراً مربعاً، بعكس النظام المتعارف عليه سابقاً، إذ لم تكن مساحة الفصل تتجاوز 50 متراً مربّعاً، والهدف هو تأمين راحة التلاميذ. كذلك، يمكن جعل الدراسة أكثر حيوية، واستخدام السبورة الذكية، وهي إحدى أحدث الوسائل التعليمية المستخدمة. ويعدّ تصميم المدرسة جديداً، وسيكون هناك حائط زجاجي يزيد من الإنارة، وخزانات للتلاميذ تتيح لهم وضع أغراضهم فيها. كذلك، عمل مصمّمو المدرسة على عزل الحرارة أيضاً.

بالإضافة إلى ما سبق، سيكون هناك أماكن خاصة يمكن للتلاميذ التجمّع فيها، تضاف إلى ساحة المدرسة التي تجمع كل التلاميذ. وسيكون هناك حديقة على سطح المبنى، نظراً لضيق المساحة قربها، ومكتبة خاصة يمكن للمواطنين أيضاً القراءة فيها، وهي بعيدة بعض الشيء عن الفصول، وتعدّ مساحتها جيّدة للقراءة والراحة.

خلال البحث الميداني، توضح الحسيتي أنّهم لاحظوا إمكانية بناء أقسام تربط الناس في الخارج مع التلاميذ، بهدف كسب ثقتهم وتحفيز الأطفال على حب المدرسة. وسيكون هناك صالة تستخدم لإقامة نشاطات في مكان محمي ومغلق داخل المدرسة. كذلك، يمكن استخدامها من قبل المجتمع المحلي لإطلاق مبادرات تجمع ما بين النشاطات المدرسية والمجتمعية. تضيف: "فصلنا الإدارة عن المدرسة حتى لا يشعر التلاميذ بأنّهم مراقبون. ولن يكون هناك سور في المدرسة، كما هو متعارف عليه، حتى يعرف الأطفال أن المدرسة مكان جميل وليس مقفلاً، وهذا مهم من الناحية النفسية.

وبدأت وزارة التربية والتعليم في غزة إعداد خطة للمدرسة التي يفترض الانتهاء من بنائها في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام المقبل. ويقول وكيل وزارة التربية والتعليم في غزة، زياد ثابت: "في قطاع غزة، ما زلنا في حاجة ماسة لبناء المزيد من المدارس لاستيعاب الأعداد الهائلة. إلا أن الحصار الإسرائيلي يعرقل أكثر من 55 مشروعاً في مجال البناء، منها خمس مدارس دمّرت بشكل كلي، تبنّت مؤسسة الحق في التعليم القطرية بناء اثنتين منها".