الحكومة الأفغانية تطلق حملة لإيواء المدمنين المتشردين

الحكومة الأفغانية تطلق حملة لإيواء المدمنين المتشردين

26 ديسمبر 2016
مساعدة المدمنين وإيوائهم من البرد (Getty/ فرانس برس)
+ الخط -
شكلت الحكومة الأفغانية لجنة من المسؤولين في وزارة الصحة ووزارة مكافحة المخدرات والشؤون الإجتماعية لأجل إيواء المدمنين المتشردين في العاصمة الأفغانية كابول. وجمعت اللجنة خلال اليومين الماضيين 400 مدمن على المخدرات من مختلف مناطق العاصمة.

وجاءت الحملة بعد وفاة عدد من المدمنين المتشردين تحت جسر"بول سوخته" المشهور بجمع المدمنين تحته نتيجة البرد القارس، وإصابة عدد كبير منهم بالأمراض المعدية.

وقال المسؤول في وزارة مكافحة المخدرات محمد ناصر شريفي، إنّ الوزارة بالتعاون مع وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية أطلقت حملة في العاصمة كابول وتمكنت من خلالها من جمع 400 مدمن متشرد، جميعهم في حالة مزرية، وأصيب جلهم بأمراض موسمية نتيجة البرد الشديد.

وأضاف شريفي أن جميع المدمنين المتشردين نُقلوا إلى المركز الرئيسي في العاصمة الذي يمكن فيه إيواء حوالي 1500 مدمن متشرد، وستتم معالجتهم من الأمراض أولا ومن الإدمان على المخدرات تدريجيا.


كما ذكر المسؤول أن الحملة ستستمر، إذ ثمة مئات من المدمنين المتشردين في شوارع العاصمة يتأذون بسبب البرد والجوع كما يؤذون الآخرين، ويواجه سكان العاصمة صعوبات كثيرة إثر تزايد أعداد المتشردين المدمنين على المخدرات.

وفي هذا الصدد، قالت وزيرة مكافحة المخدرات سلامت عظيمي، إنّ "الإدمان على المخدرات داء عضال يدمر مستقبل البلاد لأن جل المدمنين عليها من الشباب، وله تأثير على المنطقة برمتها وليس فقط على مستقبل أفغانستان".

ودعت الوزيرة خلال مؤتمر صحافي عقد بعد تدشين الحملة، كافة مكونات المجتمع المدني، إلى الوفاء بالوعود التي قطعتها على نفسها إزاء مكافحة المخدرات ومساعدة أفغانستان بهذا الشأن، مشددة على أن بلادها لا يمكن أن تواجه الداء بمفردها، لذا هناك حاجة ماسة إلى الجهود الدولية، والتنسيق بين دول المنطقة لأجل استئصال جذور هذا الداء.

بدوره، قال مسؤول إدارة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية، إنه لا يمكن نفي ضلوع مسؤولين ورجال الأمن في تجارة وإيصال المخدرات إلى المدمنين، ولكن الحكومة جادة في معاقبة هؤلاء. وأوضح أحمدي أن السلطات الأمنية اعتقلت خلال الأسابيع الماضية ضالعين في تهريب المخدرات.

أما المدمنون فقد اقتيد بعضهم بالقوة من قبل الأمن، ولكن آخرون كانوا يشعرون بالفرح آملين أن يجدوا الخلاص من الإدمان المخدرات.

وفي السياق، قال أمين حسين (32عاما) وقد اعتاد استهلاك المخدرات قبل ستة أعوام، "لقد تعبت كثيرا من هذه الحياة وكنت أتمنى الخروج منها، واليوم أشعر بالفرح الشديد بعد أن نقلتني السلطات الأمنية إلى مركز معالجة المدمنين".

وأضاف حسين، " كنت أفكر في الانتحار لأن الحياة تحت الجسور كانت تعيسة، ولقد أصبت بأمراض كثيرة دون أن أتمكن من علاجها".

وحكى حسين أن بعض رفاقه تسببوا أثناء وجوده في إيران في توجهه نحو المخدرات، وهو يسعى بكل جهد للخلاص منه، ويناشد الحكومة أن تسعى جاهدة لأجلهم.

 

 

المساهمون