دورات تأهيل لـ"أطفال داعش" في كردستان العراق

دورات تأهيل لـ"أطفال داعش" في كردستان العراق

22 ديسمبر 2016
أرغم داعش مئات الأطفال على القتال (أحمد ديب/الأناضول)
+ الخط -

قررت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بإقليم كردستان العراق، إخضاع المعتقلين ممن هم دون السن القانونية "الأحداث"، المحتجزين بتهم إرهابية لدورات إصلاح وتأهيل فكري وتوعيتهم بأهمية الحياة والتعايش مع الآخرين.

وتؤكد إحصائيات رسمية في إقليم كردستان العراق، وجود نحو 400 حدث في السجون، معظمهم سبق لهم العمل مع أو تأييد تنظيم الدولة، ودخلوا إلى الإقليم مع أسرهم بصفة نازحين، قبل أن يتم رصدهم من قبل الأجهزة الأمنية وتتم إحالتهم إلى المحاكم وتصدر بحقهم أحكام مختلفة.
وبهدف إزالة تأثير تنظيم داعش على أفكار أولئك الأحداث الذين أطلق التنظيم عليهم وصف الجيل الجديد من المقاتلين، وجهت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية باحثيها الاجتماعيين للعمل على برنامج خاص يتضمن تدوين حالة وتفاصيل كل معتقل من الأحداث، وإجراء جلسات منفردة مع كل منهم بهدف تغيير سلوكهم.

ويتوزع الأحداث من الجيل الجديد لتنظيم "داعش"، على سجون للأحداث موزعة على عدة مدن بإقليم كردستان العراق. وبسبب أهمية الموضوع والعدد الكبير للمشمولين بالبرنامج الإصلاحي، أخضعت الحكومة عدداً من باحثيها لتدريب خاص في كيفية التعامل مع أولئك الأطفال، كما تتواصل الجهات الحكومية المختصة مع منظمات غير حكومية محلية ومنظمات أجنبية مختصة لتقديم المشورة في كيفية إصلاح الأحداث المتورطين بالعمل مع التنظيمات الإرهابية والمتأثرين بأفكارها.

وأكدت منظمة حماية الطفولة، وهي منظمة غير حكومية تنشط في العراق، استعدادها للعمل على دعم الحكومة عبر "إقامة دورات توعية خاصة لتغيير المفاهيم لدى الأجيال الجديدة".

وربطت المنظمة تدخلها في الموضوع بالحصول على تسهيلات للعمل من قبل الأجهزة الأمنية المختصة وإدارات سجون الأحداث.

ويتولى جهاز مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الداخلية الإشراف على ملف المحكومين الصغار بتهمة الإرهاب في السجون، ويجري العمل وفق المواد القانونية المعنية وبموافقة المحاكم المختصة.

وكان المسؤول عن التعامل مع تقارير المنظمات الدولية بمجلس وزراء إقليم كردستان العراق، ديندار الزيباري، كشف في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن اعتقال سلطات الإقليم خلال العامين الأخيرين نحو تسعة آلاف شخص اشتبهت بصلاتهم بتنظيم "داعش"، وبعد إجراء التحقيقات مع أول مجموعة تألفت من 450 محتجزاً تم إطلاق سراح 200 منهم وتقديم العدد المتبقي للمحاكم، وصدرت بالفعل أحكام مختلفة بحقهم.

وكانت تقارير منظمات دولية وثقت حالات اعتقال لأشخاص دخلوا إلى إقليم كردستان بصفة نازحين، دون إبداء إيضاحات لذويهم. وردت سلطات الإقليم بإعلانها عن وجود محتجزين لديها تشتبه بعلاقتهم بتنظيم "داعش".

وعن سبب بقاء أعداد من المعتقلين أشهر في الاحتجاز من دون الفصل في قضاياهم، توضح الحكومة أن محدودية الكوادر المختصة بالتحقيق والتدقيق في مثل هذه القضايا بالمقارنة مع العدد الكبير للمحتجزين يجعل آلية العمل لا تسير بالسرعة المطلوبة، وبالتالي يستمر الاحتجاز عدة أشهر.

المساهمون