مسلمون ومسيحيون يضيئون شجرة الميلاد في القدس

مسلمون ومسيحيون يضيئون شجرة الميلاد في القدس

18 ديسمبر 2016
أناشيد الميلاد تصدح في أنحاء البلدة القديمة للقدس(العربي الجديد)
+ الخط -

بدا المشهد ليل السبت – الأحد، في باب الجديد أحد أبواب بلدة القدس القديمة، حيث أديرتها القديمة تطل بأبراج كنائسها ومآذن مساجدها، غير مألوف لعشرات السياح الأجانب وبعضهم يهود متزمتون، وهم يرقبون بدهشة مجموعة كبيرة من الفتيات المحجبات بمناديلهن، يتوسطن حشودا كبيرة من المسيحيين المقدسيين، وقد تجمهروا جميعا داخل ساحة تفضي إلى خارج أسوار المدينة المقدسة، في انتظار أن تضاء شجرة الميلاد التي ارتفعت عاليا، فوق مبنى يقابل دير النوتردام.

في هذا الوقت، كانت فرق الكشافة المقدسية التابعة للنادي الأرثوذكسي العربي تعزف ألحاناً موسيقية ووطنية، وسط هتافات الحضور الذين صدحت حناجرهم بالغناء وبالترانيم، يرددونها على أغاني فيروز وقد شقت عنان سماء القدس.


فلسطين/ ميلاد/ مجتمع (العربي الجديد) 


ووسط هذا الحشد الكبير من المسلمين والمسيحيين، التقى مسؤولون ورجال دين يمثلون الكنائس المختلفة، وتوسطهم وزير شؤون القدس ومحافظها المهندس عدنان الحسيني، الذي كان على رأس مستقبلي رؤساء الكنائس، إلى جانب الأب إبراهيم فلتس وعدد آخر من الرهبان والمطارنة.

ولم يخف الحسيني في حديث لـ"العربي الجديد"، سروره وسعادته من المشاركة في إضاءة شجرة الميلاد، إلى جانب عضو تنفيذية منظمة التحرير الفلسطينية حنا عميرة، وممثل فلسطين لدي الفاتيكان وعيسى قسيسية، والأب فلتس، واصفا مشاركته بأنها تقليد مقدسي بامتياز، يجسد وحدة أبناء المدينة المقدسة من مسلمين ومسيحيين.

كان حديث الحسيني يقطعه عريف الحفل، الذي لم يتوقف عن الترحيب بالحضور من ممثلي القوى الوطنية في المدينة المقدسة، ومن أبناء المدينة مسلمين ومسيحيين.

هذا ما أكده أيضا حنا عميرة لـ"العربي الجديد"، وهو يمسك بذراع الحسيني، قائلا: "جئنا جميعا نضيء شجرة الميلاد، في رسالة أخوة ومحبة جسدت وحدتنا الوطنية التي نعتز بها، ونتوحد من خلالها في مواجهة الاحتلال".

كانت الترانيم وأناشيد الميلاد تصدح في كل أنحاء البلدة القديمة من القدس، التي ازدحمت ليل السبت – الأحد، بالآلاف.

وما إن أضيئت شجرة الميلاد وقد اكتست بحلة بيضاء وبالمصابيح الملونة، حتى علت الهتافات أكثر وأكثر وصفق الحضور، بينما ملأت سماء المدينة المقدسة الألعاب النارية بألوان وأشكال مختلفة.

وشقت فرق الكشافة طريقها وسط الجموع إلى دير النوتردام وممر مؤتمراته الضخم، حيث أقيمت هناك احتفالات ضخمة وعزفت موسيقى حوّلت ليل المدينة المقدسة إلى نهار، وملأت شوارعها بالبهجة، كما قال لـ"العربي الجديد"، الناشط السياسي وناشط حقوق الإنسان محمود جدة من الجالية الأفريقية، والذي حضر يشارك أبناء شعبه من المسيحيين فرحتهم بإضاءة الشجرة، إيذانا باحتفالات الميلاد الوشيكة، وقال جدة: "في هذه الليلة نعيش الفرح بكل معانيه، لقد عادت للقدس الحياة".



كان جدة يتحدث بينما جنود الاحتلال يرقبون المشهد، ويحاولون عبثا اندفاع الناس في الشوارع فرحين بالمناسبة، وعلى الموسيقى وترانيم الميلاد، ظلت القدس ساعات طويلة في ليل فرح دائم يملأ أزقتها وحاراتها العتيقة.