دراسة: النزاعات المسلحة تقضي على الحياة البرية وتنوعها

دراسة: النزاعات المسلحة تقضي على الحياة البرية وتنوعها

13 ديسمبر 2016
الأسلحة تقضي على التنوع البيولوجي في الطبيعة(إريكا غاردنر/Getty)
+ الخط -
يركز علماء البيئة على دراسة تأثير الحروب والنزاعات المسلحة على الحياة البرية، على اعتبار أن الأسلحة على أنواعها والأعمال القتالية التي تحصد البشر، تأتي أيضاً على مقدرات الطبيعة بما تحويه من نبات وحيوان، وتزعزع التوازن الطبيعي، وأحياناً تقضي عليه.


ونقلت الصحيفة الفرنسية المتخصصة "علوم ومستقبل" أمس الاثنين، نتائج دراسة أميركية عن الأثر السلبي للنزاعات المسلحة على الحياة البرية، مستعرضة بعض النتائج السلبية المباشرة وغير المباشرة التي تلحقها الحروب بالبيئة، وتقضي على الحياة فيها.


وأوضحت الصحيفة أن مجموعة علماء أميركيين من جامعة "بيركلي" في كاليفورنيا، نشروا نتائج دراسة مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، في أجروها على 144 نزاعا مسلحا في العالم، تتراوح بين اشتباكات محلية وحرب شاملة، أشاروا فيها إلى أن انتشار الأسلحة يؤدي إلى مقتل الحيوانات البرية في مناطق النزاع.


وبيّنوا في دراستهم التي نشروها في المجلة العلمية "ESA frontiers" أن الحياة البرية في المناطق المذكورة تقع ضحية القنابل، والأسلحة الكيماوية، والألغام، إضافة إلى أن سير المعارك العسكرية والخطط وتمركز العسكر والمسلحين في نقاط معينة، التي تؤثر جميعها سلباً على البيئة.


وأوضحوا ذلك بالإشارة إلى أن المسلحين يدمرون البيئة عن قصد أو غير قصد عند تمركزهم في مخيمات أو مراكز ونقاط عسكرية ومخيمات، وعندما يعدون أفخاخاً للعدو، أو يعرقلون ويبطئون حركته، كما أنهم يمعنون في التدمير عند المغادرة لإخفاء المعالم.





وترى الدراسة أن قتل الحياة البرية يكون متعمداً أحيانا، إذ إن المشاركين فيها يقتاتون على الحيوانات البرية خلال الحروب في ظروف معينة، كما أن تجار الحرب يستغلون الأمر في التجارة ومنها على سبيل المثال تجارة العاج والفراء، وكل ما يمكن أن تعطيه الطبيعة في تلك الظروف.


وتعتبر الدراسة أن حماية الطبيعة التي تغيب خلال الحروب والنزاعات تتأثر أيضاً بالسياسة، مشيرة إلى أن تأثير بعض المؤسسات يكون سيئاً مثل الأسلحة أو أكثر، ففي الحروب تضعف سلطة القانون وتكثر المخالفات التي تساهم في تدمير البيئة. كما تشير إلى أن اضطرار المهجرين في الحرب من إقامة مخيمات في البرية يساهم بدوره في تدمير وتغيير أشكال الحياة فيها، إضافة إلى القضاء على أصناف وأنواع من النبات والحيوان التي تشكل مورد غذاء للناس.




وتتحدث الدراسة أيضاً على تأثير الدورة الاقتصادية على البيئة والتنوع البيولوجي، وكيف أن توقف خطوط النقل التجاري أو الصناعي المعتادة، واستبدالها بخطوط وطرق برّية مستحدثة تحدث أضراراً، وتؤدي إلى نقص أعداد الحيوانات فيها.


وترى الدراسة أن السنوات الستين الماضية شهدت نزاعات مسلحة وحروباً كثيرة، نشب نحو ثلثيها في مناطق برية هشة تحتاج أساساً إلى الحماية.


(العربي الجديد)


دلالات

المساهمون