الأسير بلال كايد يعانق الحرية: أحن إلى وجه أمي

الأسير بلال كايد يعانق الحرية: أحن إلى وجه أمي

12 ديسمبر 2016
الاحتفال بالأسير المحرر بلال كايد (العربي الجديد)
+ الخط -


تأجل النصر قسراً ستة شهور. تأجل احتضان الأم والأرض، ورؤية الأقارب، من يعرفهم ومن لا يعرفهم، ومن ولدوا وهو خلف قضبان المحتل الإسرائيلي، لكن الفلسطيني بلال كايد عانق الحرية.

كان مشهد اللقاء المليء بالمشاعر قد تأجل بعد أن مضى 14 عاماً ونصف عام، والسبب أن ملفاً سرياً لدى مخابرات الاحتلال ظهر من جديد، واقتضى أن يبقى بلال داخل السجون.
ظل آلاف الفلسطينيين ساعات في ساحة استقباله، منذ عصر اليوم. كانوا ينتظرون "طلة الغالي" كما جاءت كلمات الأغنية التي أعدها رفاقه لاستقباله. حشود رسمية وشعبية، واحتفال كبير أعد مسبقاً لتكريم أسير حرمه الأسر من رؤية بلدته وأهله.

عند المساء، أطل بلال كايد مرفوعاً على أكتاف رفاقه، وقف كل من حضروا للترحيب به، بالهتاف والنداء على اسمه الذي لمع أكثر في الساحة الفلسطينية عندما أعلن إضرابه عن الطعام رفضاً لقرار تحويله للاعتقال الإداري.

ظلت الأم "رهيبة كايد" تنتظر نجلها، وكانت دموعها وزغاريدها حاضرة فور وصوله إلى ساحة استقباله في مسقط رأسه بلدة عصيرة الشمالية إلى الشمال من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وقبل أن يبرق بلال رسالة للاحتلال، هنأ الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، بذكرى المولد النبوي الشريف، وهنأ الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي أحيت مهرجان تأسيسها بالتزامن مع حرية بلال، كما هنأ حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بانطلاقتها التاسعة والعشرين والتي تأتي بعد يومين، في حين بارك لحركة فتح إنجازها مؤتمرها الوطني السابع.

"انظروا لوجه أمي، انظروا لوجه أم الشهيد، ولوجه أمهات الأسرى الفلسطينيين، تمعّنوا جيداً هذه الوجوه، فهذه الوجوه لا يمكن أبداً أن تركع، مهما تجبر الاحتلال". كانت هذه رسالة كايد للاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف في كلمته المقتضبة: "سألوني عندما أنهيت الإضراب لسبعين يوماً، لماذا لا تفرح بالانتصار؟ اليوم الرد من أمامكم ومن خلالكم، لأني كنت بحاجة أن تكونوا معي كشاهد، لا يمكن لي أن أحتفل بالانتصار، لأن من ينتم لهذا الشعب الفلسطيني يولدْ منتصراً، فأنا لا أحتاج إلى إضراب ولا أحتاج إلى معاناة لكي أنتصر، فمن ينتم لهذا الشعب دائماً منتصر".

وضمت كلمة الأسير المحرر، رسالة من الأسرى الفلسطينيين لقيادات الشعب الفلسطيني، قال فيها: "حان الوقت لكي نجمع شمل الشعب الفلسطيني، وأن ننبذ الانقسام البغيض الذي ينتقص من قوة وعزيمة شعبنا، الشعب الذي لا يعرف إلا معاني الوحدة، والذي أثبت من خلال وفائه للأسرى خلال الإضراب، أنه أكبر من كل التعريفات، وأكبر من كل التنظيمات ومن كل الفواصل والحدود، هذا الشعب جبار ولا بد له أن ينتصر".

مئات المتواجدين تدافعوا للسلام على كايد، وكان رفاقه الأسرى الذين عاشوا معه داخل زنازين وغرف سجون الاحتلال حاضرين في الاستقبال، كذلك زملاؤه الذين خاضوا معارك مثيلة في الإضراب عن الطعام ضد الاحتلال الإسرائيلي وقرار الاعتقال الإداري، وكانت دموعهم حاضرة لحظة عناق رفيقهم الذي عانق الحرية بعد فراق طال لنحو 15 عاماً.

"طلة الغالي" كانت الأغنية التي أعدها رفاق بلال قبل ستة شهور، إلا أن قرار الاحتلال تحويلَه للاعتقال الإداري، حال دون غنائها، فتبعها عدد آخر من الأغاني التي رافقت بلال والجماهير التي التفت حوله خلال الإضراب، وكذلك أغنيات أخرى ساهمت في إحياء الروح الوطنية لدى الفلسطينيين للتكاتف بجدية حول قضيته، كل تلك الأغنيات علت في مساء اليوم الإثنين، لتستقبل البطل الذي انتظره الفلسطينيون سنوات.

بدورها، قالت النائب في المجلس التشريعي والقيادية في الجبهة الشعبية، خالدة جرار، لـ"العربي الجديد": "هناك رمزية كبيرة أن يترافق المهرجان مع يوم إطلاق سراح بلال كايد، بعد أن أمضى 15 عاماً في سجون الاحتلال، هذه رسالة بأهمية قضية الأسرى وأنها تحتل مكانة كبيرة لدى الجبهة ولدى كل قوى الشعب الفلسطيني، لتأكيد استمرار مناصرتهم ودعمهم".