البرد والجوع يفتكان بنازحي الموصل وسط انتقادات لاذعة للحكومة

البرد والجوع يفتكان بنازحي الموصل وسط انتقادات لاذعة للحكومة

22 نوفمبر 2016
نازحون في مخيم الجدعة (أحمد الجميلي)
+ الخط -
تستمر موجات النزوح من أطراف مدينة الموصل وأحيائها الشرقية نحو المناطق الصحراوية، وبعض المخيمات القليلة التي أنشئت هناك، في وقت ضربت فيه البلاد موجة برد شديدة مع انعدام الدعم الحكومي، وتوقف برنامج الأمم المتحدة لإغاثة النازحين منذ نهاية عام 2015.

وكشف ناشطون يعملون في فرق الإغاثة الإنسانية قرب الموصل عن أوضاع "مأساوية" بسبب قلة عدد المخيمات، وشحّ المساعدات الغذائية.

وقال الناشط المدني مؤمن الحسني، إن "موجات كبيرة من النازحين وصلت إلى أطراف الموصل الشرقية تزامناً مع اشتداد المعارك في المدينة، ولا نجد ما نسعفهم به سوى القليل جداً من وجبات الطعام التي تبرع بها ميسورون وعدد من المنظمات المحلية".


ويضيف الحسني لـ"العربي الجديد": "يقف النازحون في طوابير طويلة حتى المساء للحصول على وجبة طعام صغيرة واحدة لا تكفي لسد الرمق، ولا توجد مخيمات كافية لإيوائهم، ولا فرش أو أغطية في ظل موجة برد شديدة ضربت البلاد".


وانقسم النازحون من الموصل إلى قسمين، فمنهم من توجه نحو الصحراء على الحدود العراقية السورية وصنعوا لأسرهم حفراً في الأرض لإيواء أطفالهم، ومنهم من توجه نحو المناطق التي سيطرت عليها القوات العراقية.


وبيّن النازح حمزة العبيدي (47 عاماً)، أن "مأساة إنسانية تحلّ بنازحي الموصل، نقف منذ الصباح في طوابير طويلة للحصول على وجبة طعام صغيرة لا تكفي أطفالنا، الذين يتضورون جوعاً ويقتلهم البرد".


ويتابع: "فوجئنا حال وصولنا إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات العراقية بعدم وجود مخيمات كافية لإيوائنا، وعدم وجود أغذية أو مساعدات إنسانية حكومية مطلقاً، سوى تبرعات من ميسورين ومنظمات محلية صغيرة".


وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية قبل أيام عن ارتفاع عدد نازحي الموصل إلى نحو 62 ألفاً، وهو العدد الكلي تقريباً منذ انطلاق عملية الموصل، بحسب الوزارة.

تمركزوا في الخيم  بعد هروبهم من الموصل (أحمد الجميلي) 



لكن تقريراً للأمم المتحدة كشف، أمس، عن ارتفاع أعداد نازحي الموصل إلى 68 ألفاً. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، في تصريح صحافي، أمس، إن "هناك حاجة ملحة لمساعدة النازحين نفسياً واجتماعياً بعد تقييم صحي أجرته المنظمة في مخيم زليكان، شمال شرق الموصل".


وبيّن تقرير أصدره الهلال الأحمر العراقي، اليوم الثلاثاء، أن عدد النازحين من المدينة وصل إلى 85 ألف نازح حتى اليوم.


ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع تسجيلية أظهرت طوابير طويلة من النازحين على أطراف الموصل تستمر حتى المساء، للحصول على وجبة طعام توزعها إحدى المنظمات الإنسانية.


النساء يتدبرن أمور أسرهن في مخيم الجدعة (أحمد الجميلي) 


كما كشف بيان سابق لوزارة الهجرة قبيل انطلاق عملية الموصل، استعداد الوزارة لاستقبال 100 ألف نازح فقط من أهالي الموصل، في وقت لا يزال فيه نحو مليون ونصف المليون مدني في المدينة لم يتمكنوا من النزوح منها حتى اللحظة.


وحذرت الأمم المتحدة من "كارثة" إنسانية تنتظر أهالي الموصل خلال العمليات العسكرية الجارية حالياً، لاستعادة المدينة من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).


ويضاف إلى الجوع الشديد الذي يفتك بالنازحين، موجة البرد الشديدة التي زادت من معاناتهم، خاصة أن المناطق الشمالية من البلاد تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

مع غياب الدعم الحكومي نازحات يحضرن الخبز(أحمد الجميلي) 


واستنكر وجهاء وشيوخ الموصل الطريقة التي وصفوها بـ"المذلة" التي يتعرض لها النازحون من قبل القوات العراقية في مناطق صحراوية خالية من مخيمات الإيواء بدون غذاء ولا ماء أو أغطية أو فرش، ما يعرض حياتهم للخطر في ظل موجة البرد الشديدة.

وناشد نازحو ووجهاء الموصل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية التدخل العاجل وإنقاذ حياة عشرات الآلاف من الهلاك جوعاً وبرداً قبل وقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة.