تصعيد النظام السوري يوقف الحياة في حي الوعر المحاصر

تصعيد النظام السوري يوقف الحياة في حي الوعر المحاصر

21 نوفمبر 2016
فشل الهدنة يعطل خروج المدنيين (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -


توقّفت كل أشكال الحياة في حي الوعر المحاصر من قوات النظام السوري في مدينة حمص، بعد تصعيد القصف المدفعي والصاروخي خلال الأسبوع الأخير.

وتقول مصادر في حي الوعر لـ"العربي الجديد" اليوم الاثنين إن النظام يهدف من التصعيد ضد الحي إلى زرع الرعب والخوف لدى السكان حتى يفرض شروطه على لجنة المفاوضات الممثلة للحي المعارض، والتي تنتهي بتهجير سكانه في حال الموافقة عليها، على غرار ما حصل في مدينة داريا في ريف دمشق وغيرها من المدن السورية، التي طاولتها عمليات التهجير القسري.

وذكر الناشط جلال التلاوي أن "أهالي حي الوعر يعيشون في الملاجئ والأقبية، وتسيطر حالة من الخوف والهلع على نفوس أطفالهم"، مضيفا "توقفت كافة أشكال الحياة، المدارس متوقفة، الأسواق والمحال التجارية مغلقة، والمعابر مغلقة، لا دخول ولا خروج، والكهرباء مقطوعة، والحي من دون مساعدات غذائية من أكثر من شهر".

وأوضح التلاوي "النظام يخيّر الأطفال في حي الوعر بين الحرب والموت والقصف والجوع، أو أن يقبل أهلهم بشروطه".

وبيّن مصدر طبي في الحي لـ"العربي الجديد" أن الوضع بالنسبة للجرحى سيئ، هناك 100 جريح أصيبوا خلال أسبوع واحد بعضهم مصاب بحروق وجروح بليغة". وأضاف "هناك 20 حالة خطرة منها حالة بتر، إضافة إلى وجود 15 حالة حروق بدرجات مختلفة، والنظام يمنع إدخال الأدوية اللازمة للعلاج".

وأوضح المصدر "أنّ القصف يستهدف الحي بقذائف تحوي مواد حارقة، وأخرى ذات أدخنة خانقة. وسجلت حالات اختناق عدة بسبب تلك القذائف، كما سجل في المشافي مقتل 13 شخصا بينهم 4 قضوا حرقا وسط عجز الكادر الطبي عن علاجهم".

ووفقا للمصدر "جرح 9 مسعفين من عناصر الدفاع المدني وفرق الإسعاف خلال عمليات القصف التي تستهدف طرق المسعفين، في حين استهدف القصف مشفى البر والمركز الطبي، وتسبب بأضرار بالغة، الأمر الذي يزيد من معاناة الكادر الطبي والجرحى على حدّ سواء".

من جانبه، أشار النازح من حي بابا عمرو إلى حي الوعر، والمدعو أبو محمد بحدبث لـ"العربي الجديد" إلى أن القصف استهدف المبنى الذي يقيم فيه مع عائلته وعوائل أخرى، وهو عبارة عن مأوى للنازحين تشرف عليه الأمم المتحدة، ما تسبب بأضرار مادية كبيرة، وجروح طفيفة في جسمه".

وأكّد الناشط جلال التلاوي وقف المفاوضات من طرف النظام، وتنصّل الأمم المتحدة بعد رفض النظام تطبيق اتفاق الهدنة كاملا، والقاضي بخروج من يريد الخروج من حي الوعر مقابل إطلاق المعتقلين من سجون النظام من أهالي مدينة حمص، والبالغ عددهم 7600 معتقل، وفق لوائح قدمتها لجنة الحي لوفد النظام.

وكانت الأمم المتحدة هي الراعية لاتفاق الهدنة، والذي توصل إليه الطرفان في سبتمبر/أيلول الماضي بين المعارضة السورية المسلحة في حي الوعر والنظام السوري.