32% من تلامذة الضفة الغربية تعرضوا للعنف في مدارسهم

32% من تلامذة الضفة الغربية تعرضوا للعنف في مدارسهم

12 نوفمبر 2016
من فعالية "أنا جايي أتعلم مش جاي أتعنف"(العربي الجديد)
+ الخط -
تذكر الطفلة رفاد مالك أبو الحج (13 عاما) من قرية كوبر شمالي رام الله وسط الضفة الغربية، وهي طالبة في الصف الثامن، تعنيف معلمتها لها قبل سنوات لأنها لم تحل واجبها المدرسي، يومها لوت المعلمة يدها، فعادت إلى البيت باكية.

تقول رفاد لـ"العربي الجديد" على هامش فعالية حملة "أنا جاي أتعلم مش جاي أتعنف" التي نظمتها فرق حماية الطفولة التابعة للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين، بالشراكة مع الشبكة الفلسطينية لحقوق الطفل، اليوم السبت، في مدينة رام الله: "والدتي جاءت إلى المدرسة في ذلك اليوم، وحصلت مشادة بينها وبين المعلمة التي حاولت الإنكار، لذلك أدعو الأهل إلى متابعة أبنائهم في المدارس أولا بأول".

التعنيف في المجتمع الفلسطيني قابل للازدياد، مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني وأطفاله من عنف الاحتلال الإسرائيلي اليومي.

وتؤكد منسقة منطقة الوسط في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، صابرين الزبن، أن العنف السياسي والعسكري موجود، وكذلك التعنيف المجتمعي، مشيرة إلى أن الحركة العالمية جمعت معلومات من الأطفال عن عامي 2014 و2015، بينت أن 32 في المائة من الأطفال الفلسطينيين يتعرضون للعنف داخل مدارسهم.

تلك الإحصائية شملت 1040 استمارة في محافظات الضفة الغربية بدون قطاع غزة، وتنوي الحركة العالمية إعلان نتائجها مطلع العام المقبل.

ولفتت الزبن إلى أن الأرقام قابلة للزيادة، كما أن التوثيق ليس دقيقاً ولا رسمياً، مشيرة إلى وجود حالات عنف لم تشملها الإحصائية. وأكدت أن العنف المجتمعي يحدث نتيجة للثقافة المجتمعية السائدة، علاوة على العنف السياسي الممارس من قبل الاحتلال، وما يشمله من اعتقال وضرب وإصابات وغيرها.

الطالبات يعبرن عن رفضهن للعنف في المدارس (العربي الجديد) 


وتضيف الزبن "يتوزع العنف في الواقع المجتمعي بين عنف جسدي ولفظي وجنسي ونفسي"، معتبرة أن التغيير يتطلب عملية متكاملة يشارك فيها الجميع. كما تشير إلى أن العصا و"البربيش" والكف أو الدفع يمارس داخل المدارس الفلسطينية ويؤثر على نفسيات التلاميذ، في حين يتمثل العنف اللفظي بالشتائم، أما العنف الجنسي فهو موجود لكنه مسكوت عنه بسبب وصمة "العار" التي تلحق بالطفل.




"العنف في المدارس والمشاكل الناتجة عنه تحتاج إلى لوائح وقوانين تنظم علاقة الطالب بالمدرس، ضمن سياسات ونهج تعليمي إنساني، يُشعر الطالب بالأمان في البيئة التعليمية، وأن تشتمل تلك اللوائح وسائل تعزيز وليس عقوبات فقط"، بحسب الزبن.

الطفل طارق كراجة (15 عاما) من قرية صفا غرب رام الله، في الصف التاسع الأساسي، يروي لـ"العربي الجديد"، عن تعرضه للضرب بـ"البربيش" من معلمه، لأنه لم يحل واجبه، رغم أن طارق شرح للمعلم ظروفه الاجتماعية ولكنه لم يتفهم. طارق لم يخبر أسرته بما جرى، لأنه تعود على أفعال المعلمين، لكنه تأثر نفسياً إلى حدّ كبير.

أما الطفل محمد باسم (17 عاما) من قرية بلعين، في الصف الحادي عشر، فيستذكر تهميش المعلم له وتهديده بالضرب لأنه لم يحل واجبه إذ كان مريضا، ثم أرسله إلى المدير.

الأرقام المعلنة لا تعبر عن حجم العنف في المدارس بدقة  (العربي الجديد) 

ويضيف باسم لـ"العربي الجديد": "كنت مريضا ولدي عذر، وأنا مستعد للعقوبة في إطار قوانين يطلع الطلبة عليها قبل تنفيذها، فالتعنيف يربك الطالب ويجعله ينفر من العملية التعليمية".

في المقابل، تؤكد الطفلة بغداد الصالحي (13 عاما) وهي من قرية من صفا غرب رام الله أنها لم تتعرض للضرب أو التوبيخ من معلماتها، لكنها شاهدت معلمة عاملت بعض الطالبات بعنف.

قبل 7 سنوات، اضطرت رغدة عطايا وهي أم لخمسة أطفال أن تبقي ابنها عيد في المنزل مدة 3 أشهر، بعد إصابته بكسر في قدمه. كان عيد في صفه الثالث الأساسي، واعتدى عليه طالب في الصف العاشر الأساسي، والمدرسة لا تفصل المراحل التعليمية عن بعضها.

وتشير رغدة لـ"العربي الجديد"، إلى أن ابنها صار ميالاً للعنف حتى يدافع عن نفسه، وأصبح في بيئة لا تُرضيها، وأثر ذلك على نفسيته.


المساهمون