الحياة ما زالت تنبض في حيّ جوبر الدمشقيّ

الحياة ما زالت تنبض في حيّ جوبر الدمشقيّ

11 نوفمبر 2016
محاولة للتخفيف من ظروفها الصعبة (عامر الموهيباني/فرانس برس)
+ الخط -
يقع حيّ جوبر في شمال شرق دمشق، بين باب توما والقصاع والتجارة غرباً والقابون شمالاً وعين ترما وزملكا شرقاً وعين ترما والدويلعة جنوباً. وهو يبعد نحو 500 متر عن ساحة العباسيّين، إحدى أبرز ساحات العاصمة السورية. ويُعدّ بوابة الغوطة الشرقية إلى العاصمة دمشق، وشرياناً اقتصادياً، إذ تتعدّد فيه مجالات العمل من مهن شعبية وحرفية وطبية وتجارية وصناعات صغيرة.

قبل الثورة السورية كان عدد سكان حيّ جوبر يصل إلى 300 ألف نسمة، بالإضافة إلى نحو 100 ألف شخص وفدوا إليه من مختلف أنحاء البلاد بحسب إحصائية عام 2008. أمّا اليوم، بعد كلّ الأعمال العسكرية، لم يبقَ فيه إلا نحو 30 ألف شخص موزّعين في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، و300 عائلة، أي نحو 1500 مدني فقط داخل الحيّ. هذا ما يوضحه محمد أبو يمان وهو مسؤول في المكتب الإعلامي لحيّ جوبر. يضيف في حديث إلى "العربي الجديد" أنّ "عائلات الحيّ بأجمعها تعيش في الملاجئ بسبب القصف الدائم. أمّا حركة أفرادها فمرتبطة بذلك القصف. قد تمرّ أيام على هؤلاء من دون أنّ يغادروا منازلهم". ويلفت إلى أنّ "المجلس المحلي في الحيّ يؤمّن بصعوبة الاحتياجات الأساسية لتلك العائلات من طعام ودواء، علماً أنّ المساعدات الإنسانيّة لا تدخل إليه. وعلى الرغم من ارتفاع نسبة البطالة، إلا أنّ ثمّة من يقوم ببعض أعمال بسيطة كتجارة المواد الغذائية التي يجلبها من الغوطة، فيما يتّجه آخرون إلى الغوطة للعمل في وقت يصعب التنقل وتزداد خطورته".

ويتحدّث أبو يمان عن "مدرسة الحيّ الوحيدة التي تسمّى طوق الياسمين. فيها، يتابع نحو 50 طفلاً دراستهم، على الرغم من تعرّضها إلى القصف مرات عدّة. لكنّ ملجأها ما زال صالحاً لاستقبال التلاميذ عند اشتداد القصف خلال الدوام". إلى ذلك، يقصد أهالي حيّ جوبر مدارس في مناطق أخرى كبلدة عين ترما وزملكا المجاورة للحيّ. يضيف أنّ "ثمّة جهات مدنيّة تعمل على التخفيف من آثار القصف والظروف الصعبة التي يعيشها الأطفال، عبر تنظيم نشاطات رياضية بالإضافة إلى الدعم النفسي والبرامج الترفيهية والتعليمية".

ويقول أبو يمان إنّ "الحياة لا تضجّ في جوبر، على الرغم من أنّها مستمرّة. فثمّة زيجات وثمّة عائلات تنجب الأطفال. الأهالي ما زالوا متفائلين، ويتمسّكون بتراب حيّهم. أمّا أحاديثهم، فتدور بمعظمها حول الثورة وما يحدث في الغوطة ومعارك الشمال".