أسوار تاريخية في المغرب تحتاج إلى ترميم

أسوار تاريخية في المغرب تحتاج إلى ترميم

10 نوفمبر 2016
الإهمال يؤدي إلى تضرر الجدران التاريخية (جلال مرشدي/ الأناضول)
+ الخط -
كلما هطلت أمطار غزيرة في المغرب تخوّف كثيرون من انهيار أحد الأسوار التاريخية. هذه الأسوار في حاجة إلى عناية وترميم.

أدت الأمطار الأخيرة إلى انهيار أجزاء من الأسوار التاريخية في أحد أحياء مدينة مكناس. وهو ما دفع مختصين إلى مطالبة السلطات المعنية بترميم هذه الأسوار باعتبارها ذاكرة تاريخية هامة، ومخزوناً تراثياً يدلّ على حضارة البلاد.

أعاد هذا الانهيار إلى الأذهان ما وقع قبل أشهر عندما انهار جزء من باب تاركة، وهو السور التاريخي الرئيسي في مدينة تزنيت (جنوب) بسبب سيول جارفة. السور يعود تاريخ إنشائه إلى عام  1882 بقرار من السلطان الحسن الأول. واستغرق بناؤه يومها عامين ونصف العام. وكان في ذلك الوقت من التحصينات العسكرية.

في هذا الإطار، يقول الأستاذ في تاريخ المغرب الحديث، محمد السماعلي، لـ"العربي الجديد" إنّ "انهيار أجزاء من أسوار تاريخية في المدينة يشير إلى أنّ أعمال الصيانة التي أجريت لها أخيراً لم تكن ناجعة. ففي أول اختبار مناخي انهارت ولم تستطع الصمود أمام الأمطار".

يتساءل السماعلي عن "مدى جدية أعمال الصيانة التي تخضع لها العديد من الأسوار التاريخية في المغرب، فكثيراً ما تتساقط بسبب الأمطار الجارفة، أو بسبب الرياح". ويلفت إلى أنّ العديد من الأسوار التاريخية، من قبيل سور باب الخميس بمدينة تزنيت، والسور البرتغالي بمدينة الصويرة، وغيرهما في الرباط، تعود إلى عهد الدولتين الموحدية والمرابطية، وتعاني من الإهمال، بل وإضرار بعض الناس بها.

يتابع، إنّ "الدولة مسؤولة عن حماية تراثها التاريخي، فالتفريط فيها تفريط في هوية البلاد، فهي ترمز إلى ماضي البلاد المجيد، حين لعبت أدواراً عسكرية في صد كثير من الغزاة".

في المقابل، قال مصدر حكومي لـ"العربي الجديد"، إنّ "المباني التاريخية، سواء كانت أسواراً أو أبواباً أو قصبات أو غيرها، خصوصاً التي تتعرض للأضرار بسبب عوامل التعرية أو الأحوال الجوية، تخضع لعمليات ترميم بشكل دوري".

وتابع، إنّ "المشكلة تكمن في الميزانية المالية الضعيفة التي تخصص للوزارة الوصية، والتي لا تكاد تكفي جميع القطاعات المرتبطة بالمنشآت والآثار التاريخية". وأشار إلى "ضرورة زيادة ميزانية وزارة الثقافة كي تضطلع بترميم وإصلاح هذه الأسوار".


دلالات