تأثير إدمان الكحول على الصحة يستمر بعد الإقلاع

تأثير إدمان الكحول على الصحة يستمر بعد الإقلاع

01 نوفمبر 2016
الصحة الجسدية والعقلية تتأثر بالإدمان (مات كاردي/Getty)
+ الخط -


كشفت دراسة أميركية حديثة أن إدمان الشباب على الكحول يترك آثارًا سلبية على صحتهم البدنية والعقلية في مرحلة لاحقة من حياتهم، وتحديدًا عند بلوغهم الستين، حتى بعد الإقلاع عن تناوله.

الدراسة أجراها باحثون في نظام "بالو ألتو" للرعاية الصحية لشؤون المحاربين القدامى، التابع لـ"جامعة ستانفورد" الأميركية، ونشروا نتائجها اليوم الثلاثاء في دورية "studies on Alcohol and Drugs".

وقال الباحثون إن دراسات سابقة كشفت أن حياة الناس تتحسن عندما يقلعون عن تناول الكحول، لكن لم يكن واضحا إن كانت هناك عواقب خفية تستمر بعد التوقف عن تناوله، خاصة أن هناك أدلة تشير إلى أن كلا من الدماغ والجسم يتأثران بالإفراط في شرب الكحول.

ودرس فريق البحث حالة 664 من قدامى المحاربين الذكور في الولايات المتحدة شاركوا في حروب فيتنام. وكان من بين المشاركين في الدراسة 368 رجلاً، لم يصابوا بأعراض إدمان الكحول خلال مرحلة شبابهم، في حين كان 221 رجلاً مصابون بأعراض الإفراط في شرب الكحول في مرحلة الشباب ومنتصف العمر، و75 رجلا أصيبوا بأعراض إدمان الكحول قبل سن الـ30 عامًا.

ووجد الباحثون أن الرجال الذين أصيبوا بأعراض إدمان الكحول لمدة خمس سنوات على الأقل في مرحلة البلوغ، سجلوا أرقامًا متدنية في القياسات المعيارية لكل من الصحة الجسدية والعقلية، خلال العقد السادس من عمرهم.

وأشار فريق البحث إلى أن دراسات أخرى أظهرت أن إدمان الخمر يصيب أجزاءً من الدماغ تشارك في التنظيم العاطفي، وضبط النفس واتخاذ القرار.

وقالوا إن نتائج دراستهم تثبت أن "إدمان الكحول لسنوات خلال مرحلة الشباب يسفر عن إصابات صامتة، ولكن دائمة في المراحل اللاحقة من حياتهم، تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة".

ووفقا للمعهد الوطني الأميركي لتعاطي الكحول والإدمان، فإن الإفراط في تناول الكحول يضر صحة الإنسان بشدة، ويسبب وفاة نحو 3.3 ملايين شخص في الولايات المتحدة عام 2012.

وحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن تعاطي الكحول يتسبب في 4 في المائة من حالات الوفاة على مستوى العالم سنويًا، كما يعد إدمان الكحول من العوامل التي تهدد بضياع الكثير من سنوات عمر الإنسان من جراء المرض والإعاقة، ويشكل التهديد الأكبر لحياة البشر في الدول ذات الدخل المتوسط التي يعيش فيها نحو نصف سكان العالم.

(الأناضول)


المساهمون