السعودية: انتقاد رفض "الشورى" توصية بقيادة المرأة للسيارة

السعودية: انتقاد رفض "الشورى" توصية بقيادة المرأة للسيارة

01 نوفمبر 2016
السماح للمرأة بقيادة السيارة قرار سيادي (تويتر)
+ الخط -

رفض مجلس الشورى السعودي، أمس الاثنين، توصية تُطالب بتهيئة بيئة مناسبة لقيادة المرأة السيارة، على الرغم من أن أغلبية أعضائه صوتوا لصالح التوصية، التي نالت تأييد 65 صوتا، ورفضها 62 صوتا، إذ إن أنظمة المجلس تشترط حصول أي تصويت على 76 صوتا وأكثر لنيل الموافقة.

وأكدت عضوة مجلس الشورى، لطيفة الشعلان، أن المجلس لم يرفض التوصية من حيث المبدأ، وإنما يريد توصية أكثر صراحة بخصوص السماح للنساء السعوديات بالقيادة.

وعلّقت على نتيجة التصويت بقولها: "ليس صحيحا أن المجلس أسقط توصية تطلب بالسماح بقيادة المرأة، إنما أسقط توصية ضعيفة تطلب التنسيق بين الوزارات لدراسة البيئة الاجتماعية المناسبة للقيادة".

وأضافت: "وجهة نظر كثير من المعارضين تبيّن أن التوصية ينبغي أن تكون بطلب تمكين المرأة من القيادة مباشرة، وأن توجّه إلى وزارة الداخلية لأنها جهة الاختصاص".

هذا ما أيده مصدر "العربي الجديد" في مجلس الشورى، مؤكدا أن المجلس رفض "توصية بدراسة البيئة الاجتماعية لقيادة المرأة، لأن القضية لا تتطلب ذلك". وأضاف المصدر: "تتطلب القضية قرارا صريحا وحاسما في هذا الصدد، لا توصيات مموهة".


وكان عضو مجلس الشورى، الدكتور سلطان السلطان، تقدم، قبل أشهر، بتوصية تطالب وزارة التنمية الاجتماعية بالتنسيق مع وزارة الداخلية لدراسة البيئة الاجتماعية المناسبة بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، بهدف تخفيف العبء عن الأسرة السعودية في النقل.


دور ناقص

على الرغم من محدودية دور المجلس في قرار السماح للنساء في السعودية بقيادة السيارة، إلا أن رفض التوصية جُوبهت بالغضب.

وترى الناشطة الحقوقية، الدكتورة منى أباعود، أن المجلس قرر أن يكون ضعيفا أمام القرارات المهمة، مضيفة لـ"العربي الجديد" أنه "حتى لو لم يكن للمجلس دور حقيقي في هذا القرار السياسي، فرفض مثل هذه التوصية البسيطة يعني أن المجلس الموقر ما زال بعيدا عن هموم النساء السعوديات".

وتتابع: "نحن موقنون بأن القرار لن يأتي من تحت قبة المجلس، ورفض أو قبول المجلس لن يكون مؤثرا، تماما كما كان الحال عندما رفض توصية تغيير مواعيد الإجازة الأسبوعية من الخميس والجمعة، إلى الجمعة والسبت، إلا أن الجهات العليا اعتمدت القرار، وهذا ما سيحدث مع قرار السماح للنساء بالقيادة".

في الاتجاه ذاته، توضّح أستاذة العلوم التطبيقية، ماجدة الربيعي، أنها لم تكن تتوقع أن يتخذ مجلس الشورى أي خطوة في هذا الشأن. وتقول لـ"العربي الجديد": "منذ سنوات طويلة والمجلس يتخذ مواقف في وجه حق المرأة السعودية، ولهذا لم أتوقع أن يغير موقفه أمس، كما أن القرار في هذه المسألة قرار سيادي، وبدعم من رغبة المجتمع".

تضيف: "كنت أتمنى ألا يكون موقف المجلس بهذه السلبية، وبالرغم من تبريرات الدكتورة الشعلان، فالسعي لأن يكون القرار أقوى لا يعني أن يتم رفض القرارات الأضعف، هذا في نهاية المطاف يضع المزيد من العراقيل أمام المطالب الأكبر".

وكان مجلس الشورى السعودي اتخذ قرارات عدة، أمس، كان أهمها مطالبة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بعمل دراسة مسحية حول ظاهرة العنف الأسري في المجتمع السعودي، وتضمين تقاريرها المقبلة بيانات عن الجمعيات والمؤسسات الأهلية، والجمعيات التعاونية، ولجان التنمية الاجتماعية الأهلية، وإنجازاتها، والصعوبات التي تواجهها. كما طالب مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض بزيادة عدد وظائف التدريب للأطباء والممارسين الصحيين والمدربين.



المساهمون