طالب مغربي يحرق نفسه على خطى بوعزيزي

طالب مغربي يحرق نفسه على خطى بوعزيزي

الرباط

حسن الأشرف

avata
حسن الأشرف
26 أكتوبر 2016
+ الخط -
بصوت متهدج حكت السعدية وريقي، والدة الطالب يوسف ناصر، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، كيف أن ابنها لا يزال يرقد في قسم الإنعاش الطبي في حالة خطيرة، بعد أن عمد إلى إحراق جسده، أول من أمس الاثنين، في ثانوية عبد الله كنون بالرباط، على طريقة "بوعزيزي تونس"، احتجاجا على رفض مدير المدرسة عودته إلى مقاعد الدراسة بعد فصله قبل أشهر.

وقالت الأم المكلومة إنها صدمت بما فعله ابنها التي وصفته بالمؤدب وصاحب الخلق، وإنها رافقته وشقيقته حسناء لاستعطاف مدير المدرسة كي يقبل متابعة يوسف الدراسة بالثانوية المذكورة، أو حتى الانتقال إلى مدرسة أخرى، لكن المدير رفض، مؤكدا التزامه بالقوانين.

وأضافت المتحدثة بأنها ذهلت عندما نفذ ابنها وعيده وأحرق نفسه احتجاجا على عدم قبول إدارة المدرسة "الاستعطاف"، وقالت إنه كان يحمل تحت ثيابه سائلا قابلا للاشتعال. وأكد للمدير بأنه سيحرق نفسه إذا رفض عودته.

وتضيف الأم أن مدير المؤسسة أجابه بأنه لو كان يرغب في إحراق نفسه، فليفعل ذلك خارج أسوار المدرسة، وفي لمح البصر أخرج يوسف السائل وأشعل النار في جسده، وكان الأمر صدمة للجميع خصوصا للأم والأخت.

وبحسب زملاء التلميذ المحترق، فإن ملفات عودة تلاميذ آخرين إلى المدرسة قُبلت بعد فصلهم. في حين رُفض طلب يوسف لأسباب مجهولة، حيث رجح بعضهم أن يكون الآخرون أفلحوا في مواصلة الدراسة بفضل "الوساطة"، وأشاروا إلى الوضعية الاجتماعية "المزرية" التي تعيشها أسرة الطالب الذي أقدم على الانتحار.

ووفق مصادر "العربي الجديد"، فإن التلميذ المحترق لا يزال موجوداً في العناية المركزة بسبب حروق من الدرجة الثالثة، في حين أن الحارس الذي حاول إنقاذه غادر المستشفى بعد أن نال نصيبه من الحروق، كما تخشى الأسرة على حياة ابنها لخطورة حالته.

وذكرت المصادر أن السبب الرئيس لإقدام يوسف على حرق نفسه يكمن في رغبته الجادة في العودة إلى الدراسة، بعد أن تقرر فصله من قبل لرسوبه الدراسي، وكان يتمنى أن يحصل على البكالوريا هذه السنة، ويجد عملا بعدها ينتشل أسرته من الفقر والحاجة.

وأفادت ولاية الرباط في بلاغ سابق بأن يوسف (20 عاما)، مفصول من الدراسة من السنة الثانية بكالوريا منذ شهر يوليو/تموز 2016. وأحرق نفسه لأنه لم يقتنع بالتوضيحات التي قدمها مدير وناظر المؤسسة له ولوالدته، بناء على ما جاء في قرار وزير التربية الوطنية رقم 01.2071.


مبنى ثانوية عبدالله كنون- فيسبوك 


وبحسب المصدر الرسمي ذاته، فإنه "بالرغم من الوعود التي تلقاها بخصوص التدخل لدى مجلس القسم، لحل مسألته، دخل التلميذ في حالة هيجان وإطلاق تهديدات مختلفة ضد الإدارة، انتهت بإخراج قنينة مملوءة بسائل قابل للاشتعال من تحت ملابسه، وسكبها عليه، وتمكن من إضرام النار في نفسه بالرغم من التدخل العاجل لحارس المؤسسة الذي أصيب بدوره بحروق من الدرجة الأولى في أماكن مختلفة من جسده".


المساهمون