فصل طالب أردني يعيد جدل الحريات الطلابية داخل الجامعات

فصل طالب أردني يعيد جدل الحريات الطلابية داخل الجامعات

25 أكتوبر 2016
التضييق على الحريات الطلابية (خليل مزراوي/ Getty)
+ الخط -
أعادت العقوبة القاسية التي أوقعتها إدارة جامعة حكومية أردنية، قبل يومين، بحق أحد طلابها، فتح جدل واسع حول واقع الحريات الطلابية في الجامعات الأردنية، التي يرى مراقبون أنها تشهد انتكاسة كبيرة.

وقرّرت اللجنة التأديبية في الجامعة الهاشمية (حكومية)، إيقاع عقوبة الفصل المؤقت لمدة أربعة فصول دراسية بحق الطالب إبراهيم عبيدات الذي قاد العديد من الفعاليات الاحتجاجية داخل الجامعة لتحقيق مكتسبات لطلاب الجامعة، إذ ساهم سابقاً بتنفيذ احتجاجات للمطالبة بتحسين خدمات النقل إلى الجامعة، ونشط قبل فصله لدوره في الاعتصام المفتوح الذي شهدته الجامعة أخيراً احتجاجاً على رفع الرسوم الجامعية.

ودانت اللجنة التأديبية الطالب بارتكاب مخالفات متعددة، من بينها "الامتناع المدبر عن حضور المحاضرات، وارتكاب فعل ماسّ بالشرف والكرامة، أو مخلّ بحسن السيرة والسلوك أو من شأنه الإساءة لسمعة الجامعة، ومخالفة الحظر المفروض على إقامة أي تنظيم داخل الجامعة أو المشاركة فيه دون موافقة مسبقة".

وفي الوقت الذي نفت فيه إدارة الجامعة وجود أبعاد سياسية وراء العقوبة، قال عبيدات "العقوبة التي تعرضت لها تهدف إلى القضاء على العمل المدافع عن حقوق الطلاب"، ورأى أن الهدف من هذه العقوبة القاسية "تربية الطلاب (..) يريدون إسكات أي صوت طلابي".



وقوبلت العقوبة بصدمة بين صفوف الطلاب الذين عبّروا عن رفضهم لها، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبات بإلغاء العقوبة، التي رأوا أنها تبعث رسالة سلبية لعموم الطلاب.

وتزامن قرار الجامعة الهاشمية مع قرارات عقابية أوقعتها جامعات أردنية مختلفة بحق طلاب لمشاركتهم في فعاليات احتجاجية مطلبية وسياسية داخل الحرم الجامعي، وصلت في بعض الحالات لمعاقبة طلاب بسبب منشورات على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي.

من جهته، صنّف منسق الحملة الوطنية للدفاع عن حقوق الطلاب "ذبحتونا"، فاخر دعاس، العقوبة التي أوقعتها الجامعة بحق الطالب عبيدات، والعقوبات التي أوقعت بحق الطلاب في الجامعات الأخرى، في خانة ضرب الحريات الطلابية وزيادة القبضة الأمنية داخل الجامعات.

وقال لـ"العربي الجديد": "خلال موجة الاحتجاجات الأردنية التي تزامنت والانتفاضات العربية، شهدت الجامعات انتعاشاً في مستوى الحريات الطلابية، لكن منذ انتكاسة الحراك الأردني تراجعت الحريات الطلابية بشكل ملحوظ، في مسعى من إدارة الجامعات للعودة إلى المربع الأول قبل مرحلة الاحتجاجات".

وتابع دعاس: "العقوبة القاسية مثلت رسالة قوية للطلاب للتوقف عن أي حراك مطلبي أو سياسي داخل الجامعات، خاصة بعد تنامي الغضب الطلابي من سياسية رفع الرسوم الجامعية، إضافة لانتقال الغضب الشعبي من اتفاقية استيراد الغاز من الكيان الصهيوني إلى حرم الجامعات".

وأكمل: "أحد أهداف زيادة القبضة الأمنية داخل الجامعات منع انتقال عدوى الاحتجاجات بين الجامعات". وتحظر الجامعات الأردنية العمل السياسي داخلها وتفرض عقوبات على الطلاب المنخرطين فيه.

وشهدت الجامعة الأردنية في فبراير/ شباط الماضي، اعتصاماً طلابياً مفتوحاً استمر لأكثر من شهر احتجاجاً على قرار رفع الرسوم، وهو الاعتصام الذي انتهى باتفاق مع رئاسة الجامعة بالتراجع عن القرار ضمن جدول زمني محدد.

المساهمون