"قطار المناخ" مبادرة لنشر الوعي البيئي في المغرب

"قطار المناخ" مبادرة لنشر الوعي البيئي في المغرب

24 أكتوبر 2016
التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة (العربي الجديد)
+ الخط -
أطلق المغرب مؤخراً، في مبادرة بيئية توعوية فريدة من نوعها، "قطار المناخ"، وهو قطار متحرك يشمل معارض متنوعة، وعروضا إعلامية، ومداخلات خبراء وأخصائيين، يخاطبون ركاب هذا القطار المجاني حول طرق العناية بالبيئة، ويحذرون من التغيرات المناخية.

واستقبل مواطنون مغاربة تجربة "قطار المناخ"، الذي ما زال يجوب عدداً من المدن بمناسبة احتضان مدينة مراكش المغربية مؤتمراً دولياً حول المتغيرات المناخية في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بين مؤيد للمبادرة التي ترتكز على تحسيس المواطنين بأهمية البيئة، ومشكّك في جدواها خاصة أنها "مناسباتية".

ويهدف "قطار المناخ"، وفق القائمين على هذه التجربة، لا سيما المكتب الوطني للسكك الحديدية والوزارة المكلفة بالبيئة، إلى تعريف المواطنين المغاربة من ركابه بأهمية احترام البيئة المحيطة والمحافظة عليها، وتحسيسهم أيضا بالتدابير التي ينبغي اتخاذها لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية، والحدّ من آثار الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

ويُفتح "قطار المناخ"، الذي يجوب 12 مدينة مغربية، في وجه الركاب من جميع الفئات الاجتماعية، خاصة الطلاب والتلاميذ والموظفين، وهو مكون من 8 عربات معدة خصيصا لبث أفلام وأشرطة بيئية، يتفاعل معها ركاب القطار، تهدف إلى تبادل الآراء والأفكار بين القائمين على المبادرة والمواطنين.

ويوجد على متن "قطار المناخ"، الذي جاء بتعاون بين مكتب السكك الحديدية وجامعة محمد الخامس في الرباط، والمدرسة الحسنية للمهندسين، وعدد من الخبراء العالميين، الكثير من الأخصائيين المتطوعين لتوعية الركاب بأهمية الحفاظ على البيئة، ومناقشة ملف المناخ، لينتهي مسار القطار ليلة انعقاد مؤتمر المناخ بمدينة مراكش جنوب البلاد.


وأشادت حكيمة الحيطي، الوزيرة المكلفة بالبيئة في الحكومة المنتهية ولايتها، والمبعوثة الخاصة لمؤتمر المناخ، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بمبادرة "قطار المناخ"، مؤكدة أنها فكرة خلاّقة ومبدعة، تهدف أساساً إلى التواصل عن قرب مع المواطنين على متن وسيلة النقل التي يمتطونها في اتجاه أعمالهم وبيوتهم.

وأوضحت الحيطي بأن "قطار المناخ" ليس سوى واحدة من بين العديد من المبادرات البيئية، التي جنّد المغرب بها كل جهوده من أجل إنجاح مؤتمر المناخ الدولي، مشيرة في هذا الصدد إلى الحرب التي شنتها السلطات المغربية ضد الأكياس البلاستيكية، "الميكا"، "لما تحمله من أضرار بيئية هائلة" وفق تعبيرها.

وأكد مواطنون جربوا الركوب في "قطار المناخ"، الذي يمر عبر عدة مدن مغربية، أن هذه المبادرة هي ذكية تستخدم الوسائط الإعلامية، كما أنها تواصلية بدرجة أولى، وتهدف إلى تحسيس الركاب بما يحيط بهم من بيئة، هواء وماء وتراب، وكيفية حماية هذه البيئة من أجل سلامة صحتهم وصحة الأجيال المقبلة.

وبالمقابل، شكك آخرون في جدوى مبادرة "قطار المناخ" وتأثيرها على سلوكات المواطنين حيال البيئة، وقال في هذا الصدد الناشط البيئي بمدينة مراكش، محمد سابق، لـ"العربي الجديد"، إن قطارا يضم معرضا متجولا لن يصل سوى إلى عدد قليل من الركاب، "وبالتالي تضعف نسبة التأثير الإيجابي في الناس" وفق تعبيره.

وانتقد الناشط ذاته ما سماها المبادرات الموسمية والمناسباتية التي لا تنعقد سوى بوجود مواسم أو مناسبات دولية تستوجب هذا التحرك، متسائلا عن المانع من استمرار "قطار المناخ" في تواصله مع الركاب في جميع مدن البلاد، وليس فقط في 12 مدينة، وأيضا عن نهاية عمل القطار ليلة المؤتمر.

 

 

 

 

 

المساهمون