الإعلام الفرنسي يتأخر بنشر صورة الطفل السوري الغريق

الإعلام الفرنسي يتأخر بنشر صورة الطفل السوري الغريق

04 سبتمبر 2015
محاولات مهاجرين العبور من فرنسا نحو بريطانيا(فرانس برس)
+ الخط -



استمرت موجات الهجرة نحو فرنسا في ظل احتراس رسمي شديد، ووسط تجاذب سياسي داخلي، حيث يرفض اليمين المتطرف استقبال الغرباء، في حين تلوّح السلطة الحاكمة بأن فرنسا ليست قادرة على استقبال المزيد، وتطالب الدول الأوروبية الأخرى بالمساعدة على فرض نظام حصص.

وإذا كانت النخب السياسية الفرنسية، مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، تتجنب الوقوف كثيراً أمام مآسي المهاجرين وطالبي اللجوء، أو تضطر أحياناً لانتقاد الدول الأخرى، مثل إيطاليا لأنها لا تبذل جهوداً كافية لثنيهم عن دخول فرنسا، وبريطانيا لأنها لا تريد من فرنسا أن تسمح للمهاجرين بالوصول إلى أراضيها، فإن التعاطف الشعبي حاضر بقوة في فرنسا، كما أن المنظمات الإنسانية والخيرية تبذل قصارى جهودها لاستقبال ومساعدة هؤلاء المهاجرين.

ولكن الدولة الفرنسية مقصّرة في حق المهاجرين، فمعظم هؤلاء إمّا أنهم في الشارع أو في معسكرات للمهاجرين أو في الطريق إلى منطقة كالي ومناطق أخرى. كما أن وزارة الداخلية الفرنسية سحبت مساعدتها المالية التي كانت تقدمها لجمعية "فاستي" (فيدرالية جمعيات التضامن مع كل المهاجرين).

اقرأ أيضاً: لاجئون سوريّون ينتظرون التفاتة في عراء باريس

وجاءت الصورة البالغة الإيلام للطفل السوري الغريق إيلان كردي، والتي اضطر معها مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي إلى التغريد على تويتر "كان له اسم: إيلان كردي. يجب حصول تعبئة أوروبية بشكل عاجل"، لتكشف أن قسماً كبيراً من الصحافة الفرنسية تجاهل هذه المأساة "المعولمة"، باستثناء صحيفة لوموند مساء الخميس.

لكن موقع ميديا بارت، الذي يديره الصحافي إيدوي بلونيل، كرّس ساعة لمناقشة وضعية المهاجرين واللاجئين، وللتأكيد على الدور الإجرامي لنظام الأسد في طرد وتهجير وقتل شعبه، وللحديث عن التقصير الرسمي وبطء الإجراءات القانونية في فرنسا.

أما الحزب الاشتراكي الفرنسي الحاكم، فقد دعا لأول مرة، لاستقبال اللاجئين، في حين أعلن الرئيس فرانسوا هولاند عن مبادرة مشتركة مع ألمانيا بهذا الصدد. وفي رسالة مفتوحة نشرها مَوقع "ميديا بارت"، طالب فيها ما يقرب من 30 نائباً برلمانياً اشتراكياً الاتحاد الأوروبي "ألا يَغُضَّ الطَرْف عمّا يقع من مآس وكوارث".

وانتقل التعاطف إلى اليمين الفرنسي التقليدي، حيث وجّهت ناتالي كوسيسكو موريزي "نداءً استعجالياً"، في حين أن رئيس الوزراء اليميني السابق فرانسوا فيون طالَبَ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند "أن يكون في مستوى الكارثة الإنسانية". وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تضرب فرنسا، فإن النائبة الاشتراكية ماري ـ آن شابدلين ترى أنه "علينا أن نشرح كيف أنه حتى في حالات الأزمة، لا يمكننا أن نتخلى عن حق اللجوء".

أما اليمين المتطرف، فقد عبّر بعض ممثليه، ومنهم النائب والمحامي جيلبرت كولار، عن تأثره بالصورة، ولكنه، في الوقت ذاته، أدان نفاق الطبقة السياسية، وقال: "يمكن أن نجد وسط المهاجرين بؤساً أصيلاً، ولكن يوجد من بينهم، أيضاً، رُسُل داعش".

اقرأ أيضاً: أزمة المهاجرين تتفاقم في أوروبا

المساهمون