الغوطة الشرقية وحي جوبر "منطقتان منكوبتان"

الغوطة الشرقية وحي جوبر "منطقتان منكوبتان"

03 سبتمبر 2015
المدنيون وقود الحرب المشتعلة في سورية (GETTY)
+ الخط -
أعلنت "هيئة إدارة الكوارث" في الغوطة الشرقية، أن الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي "منطقة منكوبة"، متحدثة عن تجاوز الأعراف الدولية في التعامل مع المدنيين، وانتهاك لكل القوانين والاتفاقات التي كفلت تحييد المدنيين في أوقات الحرب، حيث "ترزح الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي اليوم تحت الضربات العسكرية من آلة حرب النظام السوري".


ولفتت الهيئة، في بيان لها حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، إلى أن "آثار الضربات أضحت بادية في العدد المهول للضحايا المدنيين وعدد الجرحى، والحالات الإنسانية الصعبة، وحجم الدمار الهائل الذي طاول مدن وقرى وبلدات الغوطة الشرقية، إضافة إلى حي جوبر الدمشقي".

وبينت الهيئة أن "كل عمليات القصف الممنهج التي جرت في المرحلة الأخيرة، قد تمت على مناطق مدنية آهلة بالسكان وأسواق شعبية مكتظة".

وكانت الغوطة الشرقية وحي جوبر شهدا، خلال الفترة الماضية، قصفاً مكثفاً من قبل الطيران الحربي والمروحي، إضافة إلى شتى أنواع الأسلحة الثقيلة، معظمها استهدف مناطق سكنية، وأسواقاً شعبية، في وقت قالت مصادر مقربة من النظام إن "قوات المعارضة المسيطرة على الغوطة تستخدم تلك المناطق لقصف المدنيين في مدينة دمشق"، لافتة إلى أن "الطيران الحربي يستهدف منصات إطلاق الصواريخ".

اقرأ أيضا شهود المجزرة: هكذا قضى أولادنا بصواريخ الظالم

وطالبت الهيئة المجتمع الدولي "بالتدخل الفوري لوقف القصف الهمجي والمقصود على المدنيين في عموم سورية، خاصة في الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي، وفتح ممرات إنسانية بالسرعة القصوى لدخول الهيئات الإغاثية واللجان الدولية، للوقوف على الوضع الإنساني وتسهيل دخول الغذاء والدواء للمحاصرين في الغوطة الشرقية وحي جوبر".

كما طالبت بـ"تفعيل المراقبة الدولية لتحييد المدنيين وحمايتهم من الانتهاكات الصارخة لحقوقهم الإنسانية من قبل النظام الفاقد للشرعية"، مع أن "الهيئة منعقدة بشكل دائم لمتابعة عملها الإنساني، رغم كل الظروف بانتظار تجاوب المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية لطلباتها".

من جانبه، قال الناشط في مجال الإغاثة، محمد الشامي، من داخل الغوطة الشرقية، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع داخل الغوطة هو كارثة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث تسبب القصف المتواصل على قرى وبلدات الغوطة إلى مقتل وجرح مئات المدنيين، بينهم أطفال ونساء، كثير منهم فارق الحياة جراء عدم قدرة المشافي الميدانية على تأمين الرعاية الصحية الضرورية لهم، في ظل النقص الشديد في الكوادر والتجهيزات والمواد الطبية".

اقرأ أيضاً غوطة دمشق.. استنفار طبي والدفاع المدني يستغيث

وتابع "ليس الموت هو المصيبة الكبرى، فهناك أعداد كبيرة ممن سبب القصف لهم إعاقات جسدية، وهي حالات بحاجة إلى متابعة، خاصة من الناحية النفسية أو الجسدية كالعلاج الفيزيائي وتوفير أطراف صناعية"، مشيراً إلى أن "أزمة نقص المواد الغذائية ضاغطة على أهالي الغوطة، الذين يعيش معظمهم على وجبة واحدة في اليوم إن توفرت، مع اعتماد نحو نصف السكان على المطابخ الخيرية، ما يهدد حياة أعداد كبيرة من الأطفال وكبار السن بسوء التغذية، إضافة إلى وجود أزمة عدم توفر مياه صالحة للشرب، ما يسبب تفشي العديد من الأمراض مثل الالتهابات المعوية والجفاف والأمراض الجلدية كالجرب".

ليست المرة الأولى التي تدق فيها منظمة إنسانية ناقوس الخطر فيما يخص الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية والغربية وجنوب دمشق، التي مات فيها العشرات جوعاً، إضافة إلى العديد من المناطق السورية، لكن كل تلك النداءات الاستغاثية لم تجنِ سوى بعض التصريحات الإعلامية وإعراب المسؤولين الأمميين عن قلقهم، ليستمر القصف والموت اليومي في أنحاء سورية.

اقرأ أيضاً:"تنسيقيات الثورة" السوري يستغيث لحماية المدنيين