شهداء هبة القدس والأقصى إلى الواجهة

شهداء هبة القدس والأقصى إلى الواجهة

22 سبتمبر 2015
ترفض دخول المستوطنين إلى المسجد الأقصى (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -
كان لدى شهداء هبّة القدس والأقصى في الداخل الفلسطيني، والذين سقطوا بعيد اندلاع الانتفاضة الثانية العام 2000 بأيام، أحلام لم تكتمل. هذا ما تحاول حملة المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي، ومركز عدالة الحقوقي في حيفا، قوله، من خلال ملصقات تحكي قصص هؤلاء الشهداء.

رامي غرة، وإياد لوابنة، ومحمد جبارين، وعلاء نصار، ووليد أبو صالح، وعمر عكاوي، ومصلح أبو جراد، ومحمد خمايسي، وأحمد صيام، وأسيل عاصلة، وعماد غنايم، ورامز بشناق، ووسام يزبك. هؤلاء الشباب الـ 13 استشهدوا لأنهم أعربوا عن غضبهم جراء اقتحام المسجد الأقصى، بعدما قام زعيم المعارضة في الكنيست حينها أرييل شارون بجولة استفزازية في ذلك الوقت. وحينها، قابلت المؤسسة الإسرائيلية الأمنية التظاهرات في فلسطين المحتلة عام 1948 بالرصاص الحي.

اعتاد فلسطينيو الداخل إحياء هذه الذكرى في الأول من أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، من خلال نشاطات ومسيرات مركزية، علماً أنها ستقام هذا العام في مدينة سخنين الجليلة.

في السياق، يقول الناشط في الحملة نديم ناشف لـ "العربي الجديد" إنه "بعد مرور 15 عاماً على هبة القدس في أكتوبر/تشرين الأول عام 2000، لاحظنا أن هناك أجيالا لم تع تلك الفترة. حتى أولئك الذين عايشوها قد نسوا تفاصيلها". ويلفت إلى أن "الهدف هو استرجاع وجوه الشهداء وتفاصيل حياتهم وأحلامهم، بالإضافة إلى آخر ما قالوه"، مشيراً إلى أن هذه التفاصيل الشخصية تزيد تفاعل الناس معهم.

يتابع ناشف أنه يجب معرفة تفاصيل حياة هؤلاء الأشخاص، حتى يتذكرهم الناس كأفراد كانت لهم حياة وعائلة وأصدقاء. وعادة ما يكتفي الناشطون بوضع ملصقات تحمل اسم الشهيد وصورته، بالإضافة إلى ملصقات جماعية. لكن هذه المرة، "قررنا وضع تفاصيل أخرى".

من جهتهم، رحب أهالي الشهداء بالفكرة، منهم هدية جبارين، والدة الشهيد أحمد صيام. تقول لـ "العربي الجديد" إن "الحملة جيدة جداً. كما أن التعريف بالشهداء لأمر مهم، وخصوصاً أن الجيل الجديد الذي ولد أو كبر بعد هبة القدس والأقصى قد غاب عنه هذا الحدث، ولم يعرف شهداءه". في الوقت نفسه، تلفت إلى أن "التفاصيل الشخصية والحياتية لن تكون محفزاً لمشاركة أكبر. مع ذلك، لا يجب تغييب هذا الحدث. فأولادنا هم أولاد الشعب كله. وأبناؤنا لم يستشهدوا لأنفسهم. ونريد أن يتذكرهم الناس كونهم جزءا من قضية مركزية، ومحطة أساسية في تاريخنا". وتشير إلى "أهمية توثيق قضايانا بشكل عام". وبعد مرور خمسة عشر عاماً، تتمنى أن يتفاعل الناس مع هذه الذكرى. "أولادنا ذهبوا ولن يعودوا. ولن يكونوا آخر الشهداء"، موضحة أن "المشاركة في الأنشطة ليست لأجلهم بل لقضيتنا وكرامتنا".

بدوره، يقول شقيق الشهيد عماد غنايم، وليد، لـ "العربي الجديد" إن "قضايا كثيرة تشغل بالنا في الآونة الأخيرة. لذلك، حين تكون هناك حملة لإحياء الذكرى، فهذا لا شك عامل مساعد. ويجب توعية أبناء الجيل الجديد وتعريفهم بالشهداء والسبب الذي استشهدوا لأجله منذ 15 عاماً". ويرى أن "مبادرة الملصقات التي تحمل تفاصيل شخصية من خلال بضع كلمات، تعد مباركة. لكن بشكل عام، هناك حاجة لتنظيم صفوفنا وتوثيق قضايانا بشكل أعمق، ليس حيال هبة القدس والأقصى فقط ولكن في مختلف قضايانا".

يضيف وليد أن "كل شهيد كان له أصدقاء وأقارب وحياة خاصة. هؤلاء ليسوا مجرد أرقام. مع ذلك، ضحوا بكل شيء. ضحوا بحياتهم من أجل كرامة مجتمعنا ووطننا ومقدساتنا". ويلفت إلى "اتخاذ قرارات عدة في لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وكان يمكن أن تساهم في تكريس هذه المفاهيم بشكل أكبر. لكن غالبيتها لم تنفذ، ما يعني أن هناك تقصيرا كبيرا من المجتمع والقيادات العربية في الداخل الفلسطيني. بالتالي، نحتاج إلى من يقود المسيرة بشكل سليم وصحيح، وهذا ليس متوفراً".

أما والد الشهيد إياد لوابنة، عارف، فيقول لـ "العربي الجديد" إن "هذه الحملة جيدة ليس على المستوى الداخلي فقط، لناحية توعية وتذكير مجتمعنا بما حدث عام 2000. لكنها أيضاً بمثابة رسالة إلى المؤسسة الإسرائيلية بأننا شعب لم ولن ينسى شهداءه الذين قتلتهم بدم بارد، لمجرد تظاهرهم. هذه قضية شعب ووطن وليست قضية أفراد. من هنا من المهم دائما التذكير بالقضية وبالشهداء". يتابع: "لم ننس إياد أبداً. نشعر بمرارة وحرقة، كأن الأحداث وقعت أخيراً. ننظر إلى صورته ونستذكر كل شيء في حياته. بالنسبة إلى الناس، هو شهيد. لكنه ابني أيضاً وكان بيننا". يضيف: "ما يحدث اليوم في المسجد الأقصى من انتهاكات يومية، يؤكد أن المؤسسة الإسرائيلية ماضية في مخططاتها".

إقرأ أيضاً: قائمة إسرائيلية تحظر دخول 40 مرابطة إلى الأقصى