أرخص وأغلى مدارس في العالم

أرخص وأغلى مدارس في العالم

20 سبتمبر 2015
تعليم في الهواء الطلق في مناطق أفغانية (فرانس برس)
+ الخط -

يروي الكاتب اللبناني الراحل توفيق يوسف عواد في سيرته "حصاد العمر" عن مدارس أوائل القرن الماضي التي كان في إحداها. المدرسة بسيطة بساطة الفقر والجوع الذي حلّ على مناطق جبل لبنان في الحرب العالمية الاولى، فقد كانت مجرد قبو في أحد المنازل يتوسطه في الشتاء "بابور" على الحطب للتدفئة. فكان على التلاميذ أن يجلبوا الحطب بأنفسهم. ومن أتى منهم إلى المدرسة من دون قطعة الحطب لا يدخل الصف، بل يبقى في الخارج تحت المطر والبرد.

هي صورة يرد كثير مثلها عن صعوبات التعليم في الماضي، فمن "مدرسة السنديانة" التي تعلم فيها مارون عبود، إلى "كُتّاب" طه حسين، وصولاً إلى المسافات الطويلة التي كان يقطعها أنيس فريحة بملابسه الرثة وحذائه البالي وحقيبته التي تحتوي "رغيفاً محشواً بطبيخ يابس". أما العقاب الذي كان التلاميذ يتلقونه فحكاية أخرى مليئة بالغرابة بدورها.

اليوم، تطورت المدارس وتجهزت بوسائل العصر الحديث، وتطورت مناهج التعليم، ومنع الضرب في المدارس. ومع ذلك فإنّ الكثير من التلاميذ ما زالوا يعانون للوصول إلى مدارسهم، إذا ما تسنى لهم الالتحاق بالمدرسة أساساً. ويعانون داخل المدارس نفسها من غياب التجهيز اللازم.

قبل سنوات قليلة نشرت وسائل الإعلام الإيرانية خبراً مصوراً عن مدرسة في بلدة تشالقورب بمحافظة غولستان قرب الحدود مع تركمانستان في شمال شرق إيران. المدرسة لم تكن أكثر من باصين متهالكين كصفين للتلاميذ وكوخ قديم كمبنى للإدارة. وعقب نشر التقارير تحرك المسؤولون وبنوا مدرسة حقيقية.

الفقر يفرض نفسه في كثير من البلدان بهذه الطريقة. ففي أفغانستان صور كثيرة لمدارس من دون سقف أو جدران، وصفوف دراسية تجري في الهواء الطلق قوامها مدرس وتلاميذ يفترشون الأرض ولوح خشبي. إحدى هذه المدارس في مقاطعة مهمند دره في ولاية ننغرهار الشرقية. فالحروب المستمرة في البلاد ومعها الوضع الاقتصادي الصعب وارتفاع عدد المهجّرين من منازلهم وقراهم يحتم مثل هذا النوع من المدارس الذي يشكل بديلاً وحيداً في كثير من الأحيان عن الأمية والتسرب المدرسي.

وكشكل آخر من معالجة مشكلة التسرب، لجأ التربوي أوتام سانجل في نيبال إلى إنشاء مدارس صغيرة من أكواخ القصب كلفة التلميذ فيها دولار أميركي واحد شهرياً. وتضم هذه المدارس اليوم أكثر من 20 ألف تلميذ في بلد يعيش فيه 30 مليون نسمة يعاني معظمهم الفقر.

لكنّ الدول الغنية أيضاً تغير في الشكل التقليدي للمدارس، ولو أنّ هذا التغيير له أسباب أخرى تتعلق بأساليب التطوير والتعديل في المناهج الدراسية. ومن ذلك أسلوب التعليم الياباني الذي لا وجود فيه للرسوب والنجاح في الصفوف الابتدائية. بالإضافة إلى تقديم مواد أخلاقية تجهز الطفل للدمج في مجتمعه كعضو فعال، لا كمتلقٍّ لمثاليات تخالف الواقع كما هو الحال في مناهج كثيرة أخرى حول العالم.

ومنه كذلك، تجربة تعليمية جديدة في فنلندا التي ألغت المواد في مدارسها واستبدلتها بالمواضيع، من أجل زيادة تفاعل التلاميذ. فتعليم اللغة الإنجليزية مثلاً لا يقتصر على القواعد اللغوية وأساليب التعبير بل تتصدر لوح صفه خريطة لأوروبا تفرض على التلميذ ربط الظروف المناخية بالبلدان فيها مثلاً، لتمتزج اللغة الأجنبية بالجغرافيا السياسية والمناخ في حصة واحدة.

وعلى صعيد الإمكانيات المالية الكبيرة، يشير موقع "بيزنس إنسايدر" في تقرير له إلى قائمة تضمّ أغلى 50 مدرسة في الولايات المتحدة. أقلّ هذه المدارس، كلفة التلميذ الواحد فيها 42 ألف دولار أميركي سنوياً، أما أغلاها فهي مدرسة "سالزبوري" التي ترتفع كلفة التلميذ فيها إلى 49 ألف دولار سنوياً. هي مدرسة داخلية للبنين فقط فيها الكثير من النشاطات التقليدية والاحتفالات. كما تضمّ منهاجاً دراسياً صارماً لا تغيب عنه اللغة الصينية الفصحى، ودراسات المشاريع، والإنسان الآلي. أما الجامعات التي تستقبل التلاميذ بعد تخرجهم فهي الأرقى في الولايات المتحدة كـ"هارفارد"، و"نيويورك"، و"كورنيل".

ومع ذلك، فإنّ هذه المدرسة بعيدة عن قائمة الأغلى في العالم، والتي تتصدرها مدرسة "لو روزيه" الداخلية في سويسرا، وتصل كلفتها السنوية على التلميذ الواحد بحسب صحيفة "تلغراف" إلى أكثر من 125 ألف دولار أميركي. ويتسنى للتلاميذ من الجنسين الحصول على شهادتي بكالوريا دولية وفرنسية لدى تخرجهم من المدرسة التي تحصر التدريس في لغتين فقط هما الإنجليزية والفرنسية.

اقرأ أيضاً: أغرب 10 ممنوعات على التلاميذ