عاملو "الأونروا" في الأردن يطالبون مفوّضها بالرحيل
واتهم المتظاهرون العاملين في الرئاسة بالتآمر على الوكالة، بغية تصفيتها وإنهائها تحت ذرائع الأزمة المالية، المتمثلة في عجز تجاوز 100 مليون دولار.
داعين الدول المانحة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، وتقديم الدعم المالي، للحيلولة دون تأجيل العام الدراسي في المدارس التابعة "للأونروا"، والذي أصبح خيارا مطروحا، مع اقتراب العام الدراسي، وبقاء الأزمة المالية على حالها.
ورفع المشاركون في الاعتصام شعارات تؤكد حقهم في استمرار الانتفاع بالخدمات التي تقدمها الوكالة بدون أي نقصان أو تقليص، متهمين جهات لم يسموها بنهب الأموال المقدمة للوكالة، وواصفين تقليص خدمات الوكالة بأنها "مساهمة دولية في إطباق الحصار على اللاجئين الفلسطينيين"، كما رفعوا العلم الفلسطيني وشعارات تؤكد تمسكهم بحق العودة وترفض المساس ببرنامج التعليم، إلا في حال عودتهم إلى بلادهم.
وانتقد رئيس اتحاد العاملين في الوكالة بإقليم الأردن، رياض زيغان، التعديلات الجديدة التي تحاول رئاسة الوكالة إدخالها على قانون عمل الموظفين، والتي تتيح للمفوض العام وضع الموظفين في إجازة بدون راتب لمدة عام كامل، مؤكداً رفض الاتحاد تلك التعديلات التي تتعارض مع القوانين المعمول بها.
ورفض زيغان أي مساس بموعد بدء العام الدراسي، داعيا رئاسة الأونروا والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم وعدم تحميل مجتمع اللاجئين المشكلات المالية، التي تعيشها المنظمة الدولية، وتنصل المجتمع الدولي من القيام بواجباته تجاه اللاجئين.
اقرأ أيضا: "أونروا" قد تضطر إلى إغلاق 700 مدرسة
ورفض عضو مجلس النواب الأردني، مصطفى ياغي، المساس بدور الوكالة وخدماتها، معتبراً المساس بأي من تلك الخدمات يتعارض مع القوانين الدولية الإنسانية، وقال "على المجتمع الدولي الذي يتشدق بحقوق الإنسان أن يعلم أن تعليم اللاجئين الفلسطينيين حق، ورعايتهم الصحية حق، وتوفير سبل العيش الكريم حق أيضاً" بحسب وصفه.
وأكد ياغي أن أي مساس بتلك الحقوق يمثل تهربا من قبل الأمم المتحدة من مسؤولياتها، ويعطي مؤشرا سلبيا حول مستقبل عمل المنظمات الدولية.
ودعا ياغي إلى "كشف سياسة الكيل بمكيالين، التي تمارسها أميركا ضد اللاجئين الفلسطينيين إرضاءً للكيان الصهيوني، من خلال التضييق اليوم على اللاجئين الفلسطينيين في عيشهم، وعدم التوصل إلى حل عادل لقضيتهم يكفل عودتهم إلى بلادهم وتعويضهم عن المآسي التي عاشوها".
اقرأ أيضا الأردن: اعتصام أمام الأونروا رفضاً لتقليص خدمات التعليم
الطالب في إحدى المدارس التابعة للوكالة، أحمد محمود، قال نيابة عن الطلاب "إذا كانوا يريدون أن يحرموني من حقي في التعليم عليهم أن يعيدوني إلى بلدي".
وأكد في كلمة حماسية: "ما دمت لاجئا سوف أبقى حاملا لمفتاح العودة وأحلم بها، وما دمت لاجئاً فانا متمسك بالحصول على حقوقي في التعليم والرعاية الصحية وأرفض التنازل عنها".
أما ليندا عماد، الطالبة في إحدى مدارس الوكالة، فعبرت عن حزنها أن يبدأ العام الدراسي من دون أن تتمكن من الذهاب إلى مدرستها، وقالت "دراستي ليست صدقة يقدمها العالم، بل حق من حقوقي"، وختمت "نقول اليوم بدكاش تعلم أولادي رجعني ع بلادي".
اقرأ أيضا: مستقبل التلاميذ اللاجئين في الأردن مهدّد
وتزامن الاعتصام، الذي دام ساعة واحدة أمام رئاسة الأونروا، مع مجموعة من الاعتصامات التي نفذها العاملون في مناطق عملهم، تلبية لدعوة اتحاد العاملين، الذي دعا إلى اعتصام مماثل يوم الأربعاء القادم في مخيم الوحدات (داخل عمان) للاجئين الفلسطينيين، في إطار خطة تصعيدية أقرها، رفضا لتأجيل بدء العام الدراسي، وتعديلات الوكالة المتعلقة بقانون الموظفين.
في الأثناء عبر المفوض العام للوكالة، بيير كرينبول، عن قلقه العميق من احتماليات اللجوء إلى تأجيل العام الدراسي في المدارس التابعة للوكالة، في حال عدم حل الأزمة المالية الحادة التي تعانيها الوكالة.
وقال في تقرير رفعه، اليوم الأربعاء، للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "ما لم يتم الحصول على تمويل بكامل قيمة العجز المالي الذي تعاني منه الوكالة، والبالغ 101 مليون دولار بحلول منتصف الشهر الجاري، فإن الأزمة قد تجبر الوكالة على تعليق الخدمة المتعلقة ببرنامج التعليم".
مشيراً في تقريره إلى معارضة احتمالية التأجيل من قبل العاملين في الوكالة ومجتمعات اللاجئين.
اقرأ أيضا: "الأونروا": مصير العام الدراسي الفلسطيني لم يحدد بعد