عبدالقدوس يتبرّأ من تقرير "المصري لحقوق الإنسان" عن العقرب

عبدالقدوس يتبرّأ من تقرير "المصري لحقوق الإنسان" عن العقرب

30 اغسطس 2015
مطالبات لعبد القدوس بالاستقالة من المجلس (مواقع التواصل)
+ الخط -
أصدر الصحفي المصري وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، محمد عبد القدوس، بيانا صحفيا، ظهر اليوم الأحد، حول زيارة وفد المجلس لسجن العقرب، الأربعاء الماضي، كاشفا عددا من الحقائق التي أخفاها المجلس، الذي أكد في مؤتمر صحفي عقده الخميس الماضي، أن السجن خالٍ تماما من التعذيب، وأنه مناسب لإقامة السجناء.


وتضمن البيان 6 ملاحظات، أكدها عبد القدوس، الذي يواجَه بمطالبات عدة من مقربين منه، حسبما علمت "العربي الجديد" للاستقالة من المجلس.

وقال عبد القدوس في بيانه: "اعتذرت عن حضور المؤتمر الصحفي الذي دعا إليه المجلس القومي لحقوق الإنسان، لتقديم التقرير الخاص بزيارة سجن العقرب، لأن لي وجهة نظر مخالفة، حول ما جاء في هذا التقرير وملاحظات عدة".

وقال: "أبلغنا المجلس القومي لحقوق الإنسان بالاستعداد لزيارة سجن أبو زعبل يوم الأربعاء 26 أغسطس/آب الماضي الموافق 11 ذو القعدة، وقبل الانطلاق بدقائق قال لنا السيد رئيس المجلس إن الزيارة ستكون لسجن العقرب، وكنا قد طلبنا زيارته أكثر من مرة، لكن الرد كان دوماً (ممنوع لأسباب أمنية).

وعندما انطلقنا إلى هناك كان واضحا جدا أن سجن العقرب تم إعداده تماما، استعدادا لزيارة وفد حقوق الإنسان، وهو تقليد قديم معروف في السجون، بأن تأخذ زينتها وتتجمل عند علمها بزيارة مسؤول أو تفتيش أو وفد حقوقي.

وظهر واضحا جدا في مطبخ السجن (فأنا رد سجون)، وأعلم تماما طعام السجن المقدم، لكن ما شاهدناه: طعام فاخر وأكل لذيذ لا يوجد إلا في الفنادق الكبرى، ولا يعقل أن يوجد داخل أي سجن".

وحول منع الزيارات، أوضح عبد القدوس، أنه تلقّى شكاوى عدة من أسر سجناء الرأي، بأن باب الزيارة كان مغلقا طيلة الأشهر الماضية، خاصة بعد اغتيال النائب العام السابق، مضيفا "أبلغت المجلس بذلك، وكان هناك تلاعب واضح يتمثل في أخذ تصريح الزيارة وإثباتها في دفاتر السجن ثم منع العائلة صاحبة التصريح من الدخول، فيبدو وكأن الزيارة قد تمت! لكن إدارة السجن نفت تماما أن يكون هناك منع في أي وقت للزيارات، وهذا يتنافى مع الواقع!".
ولفت إلى أن إدارة السجن قدمت للوفد ما يثبت قيام أسرة أحد السجناء بزيارته ولم تذكر اسمه.

وتابع عبد القدوس "ما أعلمه أنه قبل أيام تم فتح باب الزيارة رسميا من جديد، ولا تتجاوز بضع دقائق وخلف ساتر زجاجي ويمنع سلام الأطفال أو إدخال أطعمة، وهي ذات الشكاوى التي كانت موجودة قبل إغلاق الزيارة منذ أشهر وأبلغت بها المجلس".

وواصل عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، قائلا: "قدمت إدارة السجن للوفد عدة تقارير تتعلق بالرعاية الصحية للسجناء، والجدير بالذكر أن هناك عدة سجناء ماتوا في المستشفيات بعد نقلهم من سجن العقرب لسوء حالتهم الصحية، منهم فريد إسماعيل وعصام دربالة.. وغيرهم، ولفت نظري عند فحص ملفات الرعاية الصحية للسجناء التقارير الخاصة بـ"خيرت الشاطر"، حيث تم إبلاغنا بأن الأشعة التي أجريت له في مستشفى خاص، تكلفت 35 ألف جنيه، وهو رقم مبالغ فيه جدا ولا يصدقه عقل".

اقرأ أيضا: "ألكتراز العقرب": شهادات عن مقبرة مصرية بهيئة سجن

وحول شكاوى المحبوسين من المحاكمات، أوضح أن القيادي بجماعة الإخوان أحمد أبو بركة، أبلغ الوفد أن هناك مصيبة أكبر من سوء المعاملة بالسجون، وتتمثل في المحاكمات الظالمة وفبركة الاتهامات، ووضع هؤلاء الذين تتم محاكمتهم في أقفاص زجاجية لا يسمعون شيئا، مما يدور في الجلسة.

اقرأ أيضا: الموت البطيء يلاحق معتقلي سجن العقرب المصري

وحول التعذيب الذي نفاه تقرير "القومي لحقوق الإنسان" أكد عبد القدوس أن "المجلس" تلقى مئات الشكاوى من تعذيب وسوء معاملة في بعض أقسام الشرطة، أما داخل السجون وفي سجن العقرب فلم يثبت وجود تعذيب بدني على السجناء، والثلاثة الذين قابلناهم عند الزيارة لم يكن عليهم أي آثار، لذلك لم يتحدثوا معنا عن وجود حالات من التعذيب داخل السجن.

وكان أسر سجناء العقرب قد اشتكوا من تجريد السجناء من الأغطية والملابس والأدوية، كما منعوا العديد من المرضى من الانتقال لمستشفى السجن لإجراء فحوص طبية، ومنهم نائب رئيس حزب الوسط عصام سلطان.

 ويرى متابعون أن بيان عبد القدوس محاولة للتبرؤ من مشاركته في إعطاء شرعية للمجلس القومي لحقوق الإنسان، الذي يعتبره كثيرون يعبّر عن معاناة الجلادين ووزارة الداخلية ضد الضحايا والسجناء، بتقارير لا تراعي القيم الحقوقية والاستقلالية عن الدولة.

اقرأ أيضا منظمات حقوقية: سجون مصرية مقابر جماعية