لاجئون نيجيريون في الكاميرون بدون وثائق شخصية

لاجئون نيجيريون في الكاميرون بدون وثائق شخصية

07 يوليو 2015
المواليد الجدد يكبرون بدون وثائق أو هويات (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -

أحمد، لاجئ نيجيري في أقصى شمال الكاميرون، اصطدم، للمرة الثالثة على التوالي، برفض السلطات الكاميرونية تمكينه من الزواج، بسبب عدم حيازته شهادة الميلاد التي أضاعها، منذ أكثر من عام، ساعة فراره من انتهاكات "بوكو حرام"، ولجوئه إلى منطقة أقصى الشمال الكاميروني المحاذية لمعقل التنظيم المسلّح.

ولأنّه لا يستطيع، دون شهادة الميلاد، أن يثبت هويته، فقد كان من المنتظر ألا يحصل على إذن بالزواج من عمدة المنطقة التي لجأ إليها. ويعيش الشاب النيجيري، منذ عام، في مخيم ميناواو الواقع أقصى الشمال الكاميروني، حيث يحتشد اللاجئون النيجيريون الفارون من جحيم "بوكو حرام"، وهو لا يمتلك وثيقة ولادة تثبت هويته لدى السلطات الكاميرونية، ما يجعل من غير الممكن إتمام إجراءات عقد قرانه.

أحمد المنحدر من إقليم بورنو النيجيري قال إنّه غادر بيته على عجل، إثر اقتحام عناصر المجموعة المسلّحة بلدته، مضيفاً "لم أحمل شيئاً معي، كما أنّ النيران أتت على جميع ما في منزلي". هذه الانتهاكات لم تقتصر على بيوت السكان، بل امتدت لتشمل المكاتب الإدارية التي تعرضت للحرق على يد عناصر التنظيم المسلح، ما صعّب من مهمة أحمد في الحصول على بطاقة هوية.

وعلى الرغم من تدخل أحد رجال القانون العاملين مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لصالح الشاب النيجيري، فلا حلّ بدا حتى الساعة، لغياب أي أثر لوثيقة ولادة الشاب لدى السلطات الرسمية في مسقط رأسه، ما يعني أنّه من الصعب الحصول على نسخة تثبت صحّة كلامه وهويته.

ووفقاً لبيانات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بلغ عدد لاجئي ميناواو 40 ألف نيجيري، "96 في المائة منهم قدموا من إقليم بورنو، و2 في المائة فقط من إقليم أداماوا"، وهما أكبر معقلين لبوكو حرام في نيجيريا. ويعيش اللاجئون النيجيريون في تناغم مع السكان المحليين، ويبذلون جهوداً كبيرة للاندماج في محيطهم الجديد. فخلافاً لدول أخرى، تتيح الكاميرون للاجئين الحق في العمل، بشرط إثبات كفاءتهم، وإظهار شهاداتهم العلمية أو نسخ مصادق عليها، وهو أمر شكل معضلة للعديدين ممن لم يحملوا وثائقهم معهم ساعة المغادرة.

إسحاقو، لاجئ نيجيري في مخيم ميناواو للاجئين، مختص في القانون، وهو من بين الذين فقدوا وثائقهم الرسمية، يقول: "اشتغلت لمدة 6 سنوات في مكتب للمحاماة بنيجيريا، لكن ليس بإمكاني إثبات خبرتي المهنية"، مضيفا "حين تفر من الموت، لا يمكنك أن تفكر في حمل شهادة ميلادك أو شهادتك العلمية، وتجد نفسك تعطي الأولية بشكل آلي للملابس والأموال. أرغب في العمل بالكاميرون، ولا يمكنني ذلك لأني لا أعرف أين توجد شهادتي العلمية".

مشاكل فاقمت وضع العديدين من أبناء مخيم ميناوا، انضمت إليها معضلة من نوع آخر تشكل مأزقاً قانونياً، تلك المرتبطة بالولادات المسجلة داخل المخيم، ما طرح وضعاً يفتقد فيه المواليد الجدد إلى وثائق تثبت هوية الوالدين. ويؤكد المسؤول المحلي في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أنه تم في الوقت الراهن منح "538 وثيقة ولادة للأطفال المولودين في مياناواو في إطار مكافحة وضع انعدام الجنسية القائم".

كما أشار المسؤول الأممي أيضاً إلى أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين قامت بتوفير مرافقة قانونية بشكل مجاني للاجئين ممن يرغبون في ذلك.


اقرأ أيضاً:هجرة الأفارقة.. حكايات الإذلال والموت

المساهمون